واصلت الأجهزة الأمنية اللبنانية إجراءاتها الهادفة للسيطرة على الوضع ومنع الانزلاق مجدداً إلى الخطر الأمني. حيث قامت بعمليات تفتيش لزوار وقاصدي سوق الأحد الشعبي في منطقة سن الفيل، لاسيّما لغير اللبنانيين، حيث جرى توقيف عدد من الأشخاص الذين لا يحملون أوراقاً ثبوتية، أو أوراق إقامة قانونية. وبالتزامن مع ذلك تم تشديد الإجراءات الأمنية حول المديرية العامة للأمن العام في منطقة العدلية، وذلك ضمن إجراءات الأمن الوقائي.
وفي ذات السياق، تم اتخاذ تدابير أمنية مشددة في عدد من المناطق، في ظل معلومات عن عمليات إرهابية بواسطة شاحنات مفخّخة تردد أن 6 منها دخلت البلاد. واتخذت أيضا تدابير مشددة في محيط سجن رومية بعد معلومات عن استهدافه.
وكان وزير الداخلية نهاد المشنوق قد أكد أول من أمس، رصد معلومات عما سماه مفخخات تم رصدها، وقال: إنها محل المتابعة، وقد تلقينا هذه المعلومات من مصدر استخباراتي غربي، في إشارة إلى المخابرات الأميركية التي رصدت تلك التحركات، وأبلغت نظيرتها اللبنانية بها.
وفيما شيّعت بلدة سعدنايل وقوى الأمن الداخلي، الملازم محمود جمال الدين الذي استشهد في تفجير ضهر البيدر أول من أمس، عممت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي، بناء على إشارة مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر، الرسم التقريبي للانتحاري الذي فجر السيارة على حاجز ضهر البيدر. كما تواصلت التحقيقات لمعرفة هوية منفذ التفجير وباقي أفراد الخلية التي كانت تساعده والتي يعتقد أن أفرادها لا يزالون في لبنان.
وكانت السفارة الأميركية في لبنان قد دعت أمس رعاياها الموجودين على الأراضي اللبنانية إلى اتخاذ أقصى الحيطة والحذر، واتخاذ التدابير المناسبة التي تؤمن سلامتهم وأمنهم. وقالت السفارة في بيان نشر أمس: المظاهرات العفوية والنزاعات الطائفية في لبنان قد تتفاقم بسرعة لذا يطلب من الرعايا أن يكونوا واعين حيال الوضع الأمني ومتابعة الإعلام للوقوف على التطورات ومستجداتها. وتضمن البيان دعوة جميع الأمريكيين لتفادي السفر إلى لبنان.
وعلى صعيد الوضع على الحدود مع سورية، توجهت الأنظار من جديد للمنطقة، عقب ورود معلومات عن استعار المواجهات بين مقاتلي حزب الله والكتائب الإسلامية، وقال نائب رئيس بلدية عرسال أحمد الفليطي في تصريحات لـالوطن: إن البلدة الواقعة على الحدود تعرضت إلى قصف بالبراميل المتفجرة أمس، مما دفع عائلات من البلاد إلى الهرب للجرود القريبة في عرسال، وأضاف: اضطر كثير من هؤلاء إلى قضاء ليل أول من أمس في العراء، حيث تتعرض البلدة إلى قصف مدمر ومتعمد، وناشد الحكومة اللبنانية التحرك لتوفير الأمن والمساعدات لهذه العائلات والعمل على فك الحصار.