يبدو أن المطر أصبح نقمةً أكثر منه نعمة، ولأن زملاء كثرا سبقوني بالكتابة عن الحديث التلفزيوني بين أمين منطقة الرياض الأمير عبدالعزيز بن عياف والشيخ سلمان العودة في برنامج 'الحياة كلمة'،إلا أنني أجد نفسي مضطراً للكتابة عن تفاصيل مؤلمة وكارثية، لا يملك الإجابة عنها سوى الأمين ابن عياف حين سأل العودة بم

يبدو أن المطر أصبح نقمةً أكثر منه نعمة، ولأن زملاء كثرا سبقوني بالكتابة عن الحديث التلفزيوني بين أمين منطقة الرياض الأمير عبدالعزيز بن عياف والشيخ سلمان العودة في برنامج الحياة كلمة،إلا أنني أجد نفسي مضطراً للكتابة عن تفاصيل مؤلمة وكارثية، لا يملك الإجابة عنها سوى الأمين ابن عياف حين سأل العودة بما معناه (من طلب منك الحديث عن المطر؟)، يا سمو الأمين ، كنت أتصلُ في الأيام الأول لما حلّ بالرياض بالأهل للسؤال عن حالهم ومآلهم، فكان والدي يُطمئنني أن كل شيء بخير. حتى وجدتُ اتصالات عدة منه – أطال الله في عمره – ووقتها توقعتُ أن هناك كارثة، ليخبرني أنه قطع رحلة تجارية له في محافظة جدة وعاد إلى العاصمة الرياض ليطمئن على تجارته التي أغرقتها الأمطار، وليُفاجأ أن موظفي (الأمانة) قاموا بـالتطنيش ، فما كان من فرقة للدفاع المدني على رأسها ضابط برتبة (عميد) وهو سعيد العمري ، إلا أن وقفوا على الضرر وحاولوا تخفيف الكارثة وآثارها.
يا سمو الأمين, عرفتك ذكياً, تعرف التعامل جيداً مع الصحافة والإعلام, وتدعم المسرح وأموراً أخرى في عاصمة الثقافة والفن والتي غاب عنها الفن والثقافة ، لكن بعيداً عن هذا: لماذا يا سيدي الأمين تتجنب الحديث عن الكارثة؟. يا سيدي الكريم, المطر في السعودية وعواقبه أصبح ينطبق عليها ما قالته عملاقة الأغنية العربية في أغنيتها سألوني الناس عنك يا حبيبي. ومن حق الشيخ العودة وغيره الحديث عن المطر دون استئذان . تقول أنت إنه من عام 1407 لم تصرف ميزانية لتصريف مياه السيول, وسكان العاصمة يسألونك عن الأعمدة التي نـُصبت في ميدان القاهرة في الرياض وغيرها من المشاريع وتشجير الطرق وغيرها, والتي كلفت مئات الملايين..ما الأوْلى؟...أعمدة مضيئة أم حياة هنيئة؟
يا سيدي الأمين, الرياض تغرق ، وهي كارثة بحد ذاتها, وقبل أن تغرق الرياض من حق التلفزيون أن يتحدث. و قبل أن يتحدث الشيخ سلمان العودة تحدث قبله الزميل عبدالرحمن الحسين في برنامج نوافذ ، ورأينا كيف أن سكان العاصمة أصبحوا يؤمنون كثيراً بـالفزعة في إنقاذ الغرقى, وموظفو الأمانة غائبون في عسل البحث عن بوفيه مخالف. يا سيدي, نعمة المطر أصبحت نقمة لكل من يخاف الحديث عن مشاريع كأنها تـُنفّذ على ورق.