كما هو متوقع، فشلت جلسة مجلس النواب اللبناني أمس، والمخصصة لاختيار رئيس جديد للجمهورية، إذ أعلن رئيس المجلس نبيه بري، تأجيل الجلسة إلى يوم الأربعاء الثاني من يوليو المقبل، إثر تعطيل فريق 8 آذار للنصاب القانوني للجلسة، إذ حضر 63 نائبا للمشاركة في الجلسة السابعة لانتخاب الرئيس، إلا أن المناسبة كانت فرصة لعدد من النواب للرد على كلام رئيس تكتل التغيير والإصلاح، النائب ميشال عون، ومحاولته مقايضة أمن رئيس الوزراء الأسبق سعد الحريري بوصوله إلى سدة الرئاسة، إذ لفت عضو كتلة المستقبل النائب أحمد فتفت، إلى أن الأمن السياسي يؤمنه الشعب اللبناني وليس أي شخص آخر، عادّا أن أمن الحريري مرتبط بقضيتين، إقليمية ومحلية، وهما قضيتان معقدتان، وتفوقان بكثير قدرة عون، إلا إذا كان يتهم حلفاءه باستهداف الحريري.
في سياق أمني، استفاق سكان القرى المجاورة لمناطق السلسلة الشرقية في البقاع فجر أمس، على دوي انفجارات تبين أنها ناتجة عن غارات جوية، نفذها طيران النظام السوري على مواقع للمعارضة على طول السلسلة الشرقية من جرود القلمون.
وأفاد مصدر أمني أن عمليات القصف تأتي بعد سقوط عشرات القتلى في عمليات عسكرية ناجحة للثوار في عرسال ورنكوس، حيث سقط أكثر من 40 قتيلا من عناصر حزب الله وقوات ما يسمى بسرايا المقاومة.
وحول حقيقة الوضع في عرسال يقول منسق تيار المستقبل في عرسال والهرمل، بكر الحجيري، في تصريحات إلى الوطن، مزارعو عرسال تضرروا من هذا الوضع، إذ لم يعد باستطاعتهم الوصول إلى بساتين الكرز والمشمش على الحدود لقطف المواسم. وأضاف أن وجود المسلحين على الحدود يخيف الأهالي بسبب الأعمال العسكرية التي تستهدفهم من النظام.
من جهة أخرى، كشف مصدر مطلع إلى الوطن، أن الترتيبات الأمنية التي قام بها حزب الله في ضاحية بيروت الجنوبية منذ أول من أمس، ونشره للكثير من الحواجز العسكرية ونقاط التفتيش، تفسر حالة الرعب التي يعيشها الحزب الطائفي، بعد ورود أنباء عن عزم مقاتلين مسلحين يتبعون تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام داعش تنفيذ عمليات تفجير في الضاحية.
وقال المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه لأسباب أمنية في تصريحات إلى الوطن، حزب الله يعيش مشكلة عميقة، وإن حاول قادته إخفاءها وإنكار وجودها، وهي الخوف، حتى ولو كان من مجرد إشاعة، وهذه الحالة أصبحت لصيقة بالحزب وقواعده منذ أن اتخذ قراره الخاطئ بالمشاركة في الحرب السورية، وهو ما جلب عليه عداوات كان في غنى عنها.
وفي هذا السياق، قال المحلل السياسي أحمد عودة، إن حزب الله بدأ يجني نتائج ما ارتكبه بيده، ويدفع فاتورة أمينه العام الذي رهن مستقبل البلاد بأوامر طهران، التي لا تسعى إلا وراء مصالحها الخاصة، وقال في تصريحات إلى الوطن، على مر التاريخ لم نشهد من إيران إلا توظيف الآخرين لخدمة مصالحها، ولم تقدم إلا الخراب لشعوب المنطقة.
وأضاف حزب الله وقع بمنتهى السذاجة في الفخ الذي نصب له، وتدخله في الأزمة السورية انقلب وبالا عليه، فها هو يحسب كل صيحة هي العدو، ويرى في كل رأي يخالف قادته مؤامرة، ودفع بشبابه الغض إلى أتون محرقة ليسوا في حالة استعداد لها، وتصريحات نصر الله الأخيرة بأنه لولا تدخله في سورية لكانت داعش في بيروت الآن، ما هي إلا محاولة فاشلة لاستدرار العطف واكتساب الدعم.