طب ردوا عليه أنتم.. كانت إجابة جمال مبارك عن سؤال أحد الصحفيين الذي استفسر عن إمكانية تواصله مع جماعات نشطاء مختلفة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، قبل أن تضج القاعة بالضحك، ويستطرد جمال بالسخرية.
الآن لا تفتأ جملة أراض بيضاء أن تصل إلى أذنك في كل مرة. أياًّ كان الوسط المحيط بك، بغض النظر عن حالته المادية، أو معتقده الديني، أو خلفيته الثقافية.
الكل يبهرك بهذا النضج، موظف بسيط يبدأ قراءته لأسباب التضخم العقاري الجاري حالياً بطريقة دقيقة، وبمصطلحات اقتصادية متخصصة.
قبل سنوات لم يكن الوضع أفضل حالاً، طابور طويل من الباحثين عن سكن، ومعدلات تضخم عالية، امتد أثرها على أسعار الإيجار التجاري والسكني.
في هذه الفترة بإمكانك البحث عن الموظف البسيط إياه وسؤاله: ماذا يحدث؟ وما الذي يجب فعله؟.
سيرتبك وسيجيب وهو مطرق الرأس أن الوضع ما كان مثل قبل، ويبدأ بسرد قصة شهيرة يتحدث فيها عن الريال وكيف كان مباركاً في قوته الشرائية. وسيلخص الحلول بأن يطلب من الدولة مساعدته بإعطائه أرضا، وقرضا ليقوم بالبناء.
هذا التحول الثقافي الذي حل في رأس هذا المواطن البسيط لم يكن له أن يحدث لو لم يظهر الولد عصام الزامل في عام 2011، ويبدأ بالحديث بشكل دقيق ومتصل عن مشكلة الأراضي البيضاء، التي لم يكن أحد يلاحظها كمشكلة، أو كانوا يفعلون ويدسون رؤوسهم في التراب. ليشترك بعدها عصام مع مجموعة من الأولاد الآخرين في فيلم قصير حمل عنوان مونوبولي.
تصادفك الآن في كل مرة صورة تحمل تعليقا ساخرا على شبك، صور لمساحات شاسعة تحمل اسم شخص مالكها.. الكل يتحدث في هذه المسألة.
بعد سنوات من الثبات والجمود والغرابة يقف سوق تقدر قيمته بثلاثة آلاف مليار بقدم واحدة على حافة جرف دفعه إليها عصام وأصدقاؤه خلال ثلاث سنوات، ويترقبون قفزه منهاراً خلال فترة قريبة.