انتقادنا المزمن لتخطيط، وأداء، وقرارات، وتعاميم 'وزارة التربية والتعليم' لا يعني جهلنا أوجحودنا وجود 'أفرادٍ' لايقلون عن معالي سمو الوزير، وأصحاب السعادة نوابه، وطنيةً وحرصاً على 'التطوير' ـ ضعوا تحتها

انتقادنا المزمن لتخطيط، وأداء، وقرارات، وتعاميم وزارة التربية والتعليم لا يعني جهلنا أوجحودنا وجود أفرادٍ لايقلون عن معالي سمو الوزير، وأصحاب السعادة نوابه، وطنيةً وحرصاً على التطوير ـ ضعوا تحتها جميع خطوط النسخ والرقعة الجوية العربية السعودية، والسكك الحديدية، والموانئ ـ أمثال: صالح الحميدي، وراشد الغياض، ويوسف العمران، وفهد الطياش، ورقية العلولا، وغيرهم ممن أشدنا بجهودهم أكثر من مرة، وقلنا: إن مشكلة الوزارة ليست في قلة الأفراد الأكفاء، وإنما في الفقمة البيروقراطية المترهلة، التي لا ولم ولن تسمح لأي فردٍ بحرية الحركة، مهما تعلم من فنون السيرك، ومهما سايسها أو راوغها، فلن تتردد في مهاجمته بكل ثقلها! وتخيل فقمةً تزن أطناناً من الورق المتراكم أربعين عاماً، تجثم على صدر رجل بحجم سعادة النائب/ خالد السبتي، مثلاً يعني!
وإذن؛ فالسؤال الذي يجب أن يطرحه الأفراد المخلصون في الوزارة هو: هل التعليم لدينا بحاجة إلى تطوير ـ وماتحتها من خطوط وسكك وموانئ ـ أم إلى تغيير من لغاليغه؟ وبعبارة أفقم: فقمةٌ ترهلت، وشاخت، وصارت عبئاً لا يطاق، ماهو التطوير الممكن لإعادتها للخدمة؟
لايملك إجابةً لهذا التساؤل المرير سوى اثنين: الفنان العبقري/ عزيز مندي، خبير المكياج الطاشطاشي، الذي جعل من عبدالله المزيني/ المملوح الأملح: رقية المملوحة الملحاء! والثاني: أستاذنا القدير الدكتور/ عبدالعزيز السبيل، وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية سابقاً، ومستشار سمو وزير التربية والتعليم والمشرف العام على تطوير ـ أين الموانئُ ياقُرَّاءُ والسِّكَكُ؟ ـ قطاعي الثقافة والإعلام في الوزارة حالياً!
وقبل أن نهنئ السبيل بالمنصب، أو نهنئ المنصب به، لا بد أن نستعرض ملفه مع الفقمة البيروقراطية ذاتها في وزارة الثقافة والإعلام؛ حيث قلنا في مقالة بعنوان الآن حاكموا السبيل: لا يمكن أن ينجح في التعامل مع هذا الكائن المترهل إلا أحد عقلين: عقل تبقرط طويلاً قبل أن يستلم المنصب! وعقل لم يتبقرط ولكنه مستعد لِلبَقْرَطَةِ في 99 يوماً فقط! ولأن السبيل لم يكن أحد هذين العقلين، فقد وجد نفسه في النهاية: لاعب كرة قدم حديدية مكعبة، مطالباً بتسجيل ضربة حرة حاسمة كبري في الثمانيات!! فكان لابد أن ينسحب مودَّعاً بمثل ما استقبل به من حفاوةٍ وتكريم!
وهاهو يعود مستقبلاً بمثل ما وُدِّع به من حفاوة وتكريم: فإما أن يكون قد تدرَّب مع ميسي وكرستيانو، طيلة الأشهر السبعة الماضية؛ حتى أصبح قادراً على تصويب الكرة إيَّاها كبري في الثمانيات! وإما أن يكون قد تتلمذ على يد عزيز مندي، حتى أصبح قادراً على تحويل الفقمة غزالاً، ولو خِشَّتَها فقط، قبل أن تسرع إليه تأخذه بالأحضان مشتاقةً تسعى إلى مشتاقِ!!