مرة أخرى: متى آخر مرة صعدت إلى سطح بيتك؟ اطرح السؤال على الجالسين حولك. ستسمع إجابات غريبة!
قد يكون طرح السؤال لكسر الملل في الجلسة. لكنه حتما سيكشف لك أشياء كثيرة حول علاقة الناس بمنازلها. طرحت هذا السؤال على مجموعة من الأصدقاء. جميع الإجابات دون استثناء أكدت لي أنه ليس ثمة علاقة إطلاقا بينهم وبين السطوح. عدا شخص بزنس مان قام بتأجير سطح منزله على إحدى شركات الاتصال لإقامة برج اتصالات، وشخص آخر قام ببناء بيت شعر!
لا أعلم كيف دخل السطح ضمن التصاميم العمرانية لمنازلنا. أتفهم مثلا وجوده في دولة شقيقة كمصر، السطوح لها حضور قوي في ثقافة المصريين الشعبية منذ زمن طويل. هناك أغان شعبية كثيرة، للسطوح وجود في الجانب المادي لحياة المصريين، هناك عائلات كثيرة اضطرتها ظروفها المعيشية للسكن في سطوح العمائر سنوات طويلة.
لكن في بلد مثل بلدنا. لم أعثر على سبب وجيه لإقحامنا هذا الحوش العلوي في منازلنا، ليست هناك علاقة من أي نوع تربط السعوديين بسطوح منازلهم. بعض السطوح ذات مساحة هائلة تصل إلى 500 متر مربع. من الناحية الجمالية الخارجية هو يجعل من المنزل أشبه بعلبة الكبريت فيضطر البعض لإخفائه بوضع الديكورات والأحجار الطبيعية. ومن الناحية الاقتصادية هو عبء ثقيل يزيد من تكلفة البناء دون جدوى ملموسة. ومن الناحية الاجتماعية صفر على الشمال!
التصاميم العمرانية للمنازل في بلادنا تستنسخ بعضها البعض. التقاليد المتوارثة قتلت روح الإبداع.
كثيرون حائرون مع هذا الجزء المهمل. ما رأيك لو عدنا لسؤال البداية: متى آخر مرة صعدت إلى سطح بيتك؟!