يختلف علماء الإدارة حول القائد، فمنهم من يقول: إن القادة يولدون ولا يصنعون، والبعض يقول: إن القادة يكتسبون القيادة من التجربة والخبرة والعلم والتعلم.
وأعتقد أنه ـ حتى وإن تمكنت نظريا من حصر كل خصائص القيادة، ونجحت أيضا في غرسها في شخص ما ـ أن هذا لا يعني أنك ستحصل على القائد؛ لأنه يصعب عليه مواصلة ما تعلمه نظريا على أرض الواقع إذا لم يمارس ما تعلمه.
هناك شعار تبنته الإدارة القديمة، في وقت كان حجم العمل محدودا والمنافسة شبه معدومة، وهو: كل قائد مدير، وكل مدير قائد، وهذا ما جعل الدور المطلوب من المدير في تلك الإدارة هو الهيمنة على المرؤوسين، وفرض السيطرة بأي حال كانت، فأدى ذلك إلى ضعف في المخرجات والنتائج لتلك الإدارة.
وبدأ البحث عن أساليب وطرق حديثة، تتطلع إلى مخرجات عالية الجودة، وهي التي تسمى الإدارة الحديثة، التي من أولوياتها: البحث عن القائد المبدع الذي من سماته: النظرة الشمولية، وخلق بيئة عمل جاذبة، وتفويض الصلاحيات؛ للقضاء على المركزية الحمقاء، ووضوح الرؤية لأهداف المنشأة لجميع العاملين، وعلو الهمة.
والمدير الناجح، هو بلا شك من يحذف من قاموسه كلمة مستحيل، فهي شعار الفاشلين الذين يتخذون من الظروف شماعة لفشلهم وقصور همتهم.
وينبغي أن يكون المبدأ الذي ينطلق منه القائد المبدع، هو روح العمل الجماعي، ونبذه لمصطلح أنا، ذلك المصطلح الذي ينم عن غياب روح الفريق، وتهميش جهد العاملين، وهذه السلبية ـ بلا شك ـ تجعل الموظف يفقد الثقة في نفسه، وتصبح بيئة العمل بيئة طاردة، فتقل الإنتاجية وتضعف المخرجات.