آمال عريضة وضعها الشعب المصري في رئيسه الجديد، المشير عبدالفتاح السيسي، وهو على يقين تام بأن القادم الجديد إلى قصر الاتحادية سيكون عند حسن الظن به، كيف لا، وهو الذي خرج من رحم المجتمع المصري التقليدي، المعروف بتدينه الفطري، وسجيته الكريمة.
ولد السيسي في التاسع عشر من نوفمبر عام 1954 لأسرة مصرية عادية. عقب انتهائه من الدراسة الثانوية اختار الالتحاق بالكلية الحربية، وكأنه كان يدرك أن قدره يهيئه لهذا الدور الذي تسلمه بالأمس. تخرج من الكلية في عام 1977، وتدرج في المراتب العسكرية. نال دورات عسكرية متقدمة في كلية القادة والأركان البريطانية عام 1992 وفي كلية الحرب العليا الأميركية عام 2006.
وخلافاً للزعامات التقليدية، لم يكتسب السيسي شعبيته من خلال خطب رنانة أو لهجة حماسية، بل على العكس فهو يتحدث دوماً بصوت خفيض هادئ وأسلوب رصين، ويفضل العامية على الفصحى، مع التركيز في خطابه السياسي على مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن. لا يفضل الحديث عن نفسه، أو نسب أي فضل للجهد الذي قام به من وراء ستار، حيث يؤكد مصدر عسكري مقرب منه أنه وضع - عندما كان رئيسا للاستخبارات العسكرية في عهد مبارك - ما بات يعرف بـالخطة الاستراتيجية لتحرك محتمل لمواجهة توريث الحكم في حال ترشح جمال مبارك للرئاسة.
ويحظى المشير الذي شارف على بلوغ عامه الستين، باحترام كبير وسط زملائه، ولعل هذا يفسر الشعبية الجارفة التي يحظى بها، حيث يندر أن يوجد بيت مصري إلا ويحمل أحد أفراده صورة للسيسي. كما كانت بساطته وتلقائيته سبباً آخر في التفاف الناس حوله. ويمتاز بالرغبة في استشارة الآخرين والاستنارة بآراء المختصين، ومن ذلك ما حدث عندما طالب الشعب بالخروج إلى الميادين لتفويضه بمكافحة الإرهاب، وهو ما استجاب له الشعب الذي خرج عن بكرة أبيه.
وتشير مصادر مقربة منه إلى أن وراء شخصيته الهادئة وملامحه الطيبة وسمته الوقور، تختفي شخصية حاسمة، تعطي كل حالة ما تستحقها من تقدير واهتمام، وقد تبدى ذلك في تصريحاته المقتضبة التي تعهد فيها بأن لا يكون هناك مجال في عهده لجماعة الإخوان المسلمين، التي لم تترك بيتاً مصرياً إلا وأدخلت إليه الحسرة.