هذه المرة لم تنكر هيئة الأمر بالمعروف أن الشخص الذي اعتدى على المواطنة وزوجها البريطاني ينتسب إليها. بعكس ما كان يحدث في السابق بعد كل حادثة أو تصرف أو واقعة مسيئة، يتسبب فيها أحد المحتسبين؛ حيث كانت تسارع الهيئة إلى نفي انتساب هذا المحتسب أو ذاك لطاقمها الميداني.
ولعلنا لا نختلف على أمر جلي، وهو أن هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر شهدت في الآونة الأخيرة - وما زالت - نقلة نوعية كبيرة بقيادة رئيسها الشيخ عبداللطيف آل الشيخ، شملت تغييرا جذريا في التعاطي مع المواطنين والإعلام، بمنهج معتدل بعيد عن التشدد والوصاية، والشك، وسوء الظن، إلا أننا بالمقابل لا ننكر وجود تيار متشدد داخل الهيئة، لم ترق له هذه التغييرات، بالرغم من أنها أسهمت كثيرا في تحسين النظرة النمطية السائدة عن جهاز الهيئة، والتي تتسم بالسلبية، لذلك فإنكار عضوية المحتسبين الذين يمثلون هذا التيار لم يعد مجديا، والحل يكمن في إصلاح الهيئة من الداخل، بكل شفافية ووضوح، فعتامة اللوائح والأنظمة، وترك باب العقوبات مواربا ليفلت منه من استطاع أن يفتح باب الاجتهادات الخاطئة، التي لا تستند على نصوص نظامية صريحة، سيؤثر سلبا على المجتمع بأكمله، ويشوه معالمه الحضارية، ويسيء للدين، الذي تأخذ منه هذه السلوكيات منطلقها وشرعيتها من وجهة نظر البعض.