ما يميز العلوم والدراسات الغربية؛ أنها تواكب المتغيرات بسرعة كبيرة، وتشبع فضول الظواهر الحديثة، وتكون سباقة لشرح وتسمية كل ما يستجد على عادات وطبائع وأساليب الشخوص والحياة.
وبعيدا عن التنظير والنقد، فقد اخترت أن أتحدث عن ظاهرة عالمية شهيرة، تيقن لها الغرب مبكرا، ورصدوها بالتفصيل، حيث سميت بالـنوموفوبيا، أو ما يعرف بالإنجليزية بـNomophobia، وهي اختصار لـno-mobile-phone phobia، وتعني الشعور بالخوف من فقدان الهاتف المحمول أو الوجود خارج نطاق تغطية الشبكة، ومن ثمة عدم القدرة على الاتصال أو استقبال الاتصالات. وبحسب ويكبيديا؛ أنه ومع تزايد استخدام الهواتف المحمولة، انتشر نوع جديد من الرهاب، يعرف باسم نوموفوبيا، وهو عبارة عن مرض يصيب الفرد بالهلع لمجرد التفكير بضياع هاتفه المحمول أو حتى نسيانه في المنزل.. حيث أشارت دراسة أجرتها شركة سكيوريتي انفوي المتخصصة في الخدمات الأمنية على الأجهزة المحمولة، إلى أن 66% من مستخدمي الهواتف المحمولة في بريطانيا وحدها يعانون من الـنوموفوبيا.
وأظهرت الدراسة التي نشرتها صحيفة الـدايلي ميل، أن معدلات الإصابة تنتشر بصورة أكبر بين فئة الشباب من عمر 18 إلى 24 عاما، حيث أفاد 77% منهم أنهم لا يستطيعون الوجود بعيدا عن هواتفهم المحمولة لثوانٍ معدودة، بينما بلغت هذه النسبة 68% بين الفئة العمرية من 25 إلى 34 عاما، كما أن النساء بتن مهووسات بفقدان هواتفهن أكثر من الرجال.. وأن الأشخاص يتفقدون هواتفهم المحمولة بمعدل 34 مرة في اليوم، وأن 75% من الأشخاص يستخدمون هواتفهم حتى في الحمام، كما أوضحت أن مصطلح الـنوموفوبيا لا يقتصر فقط على الخوف المرضي من فقدان أو نسيان جهاز الهاتف المحمول، وبالتالي فقدان القدرة على الاتصال، بل تشمل أيضا القلق من عدم الوجود في نطاق التغطية..
وأخيرا.. ومن باب الشفافية، فللأسف إنني أعاني من الـنوموفوبيا، وأعمل منذ عدة أشهر على محاولة الخلاص من هذا الرهاب، وما زلت أفشل.. فماذا عنكم؛ هل تعانون أنتم كذلك؟!