حتى وقت قريب كان الدعوات للقتال في سورية منتشرة ولم يكن يؤخذ على من ينادي بالجهاد ضد طاغية الشام، حتى أن تويتر في حينها، مع انطلاق ثورة الشعب السوري منتصف 2011، كان يعج بالكثير من التجييش وكان الصوت الذي يستنهض الهمم للوقوف مع إخواننا المقاتلين هو الصوت الأعلى والأكثر حضورا.
كان ذلك بدافع عاطفة إنسانية ونصرة إخوة دم ودين ولم تكن هذه الدعوات مثار استهجان مجتمعي أو رسمي، حتى جاء ثلة من اللاعبين في مسارات الأحداث وفق مصالح معينة وحولوا الثورة في سورية إلى حرب طائفية، وبدلا من أن تكون المواجهة بين نظام مستبد وشعب حر أصبحت بين نظام شيعي وشعب سني، مع العلم أن كثيرا من الثائرين في سورية هم متعددو الطوائف بينهم شيعة وأكراد ومسيحيون ونصيرية وحتى علويين.
تصنيف السوريين جاء من خارج سورية، ولأننا من عشاق التصنيف الطائفي شاركنا في هذه العملية وحولنا نصرة المظلوم في سورية إلى قتال الشيعة ولم نعد نأبه بحال أبناء الشعب السوري الذي ينام ويصحو على صوت الرصاص والمدافع وبات همنا الوحيد النيل من النصيرية، وهو ما وجدت فيه بعض الأطراف فائدة عظمى فدعمت قيام دولة داعش وأججت من الصراع الطائفي في المنطقة ليكون هو صانع الحدث.
وحقيقة لم يكن مفاجئا بالنسبة لكثير من السعوديين العثور على خلية داعشية في تمير تضم عددا من المحرضين وساعدت في تجنيد 34 شخصا وأرسلتهم للقتال في سورية، وليس مستبعدا وجود خلية مماثلة في كل مدينة وقرية، فالطائفية تمكنت من الولوج إلى ثقافتنا العامة بشكل لا يصدق، وأصبحت وسيلة جيدة لتحريض الآخرين ودفعهم إلى ساحات القتال، ولم تعد هناك طريقة أخرى للتغرير بالشباب سواها، ومتى ما تم تجريمها على كل المستويات سنقضي على كل الخلايا الداعشية في البلاد.