لم أكن من متابعي المسلسلات الدائمين، وإن كان طاش ما طاش الوحيد الذي كسر القاعدة وأجبرني على المتابعة عبر سنينه الأولى، ليس من جراء كبرياء أو ثقافة أجنبية، فحاشى لله، فأنا ولدت في بيت من طين، وسأدفن تحت لبد من الطين، ولعلي من شدة امتعاضي مما يقدم سعوديا خاصة في مجال الكوميديا ـ وبالطبع غير طاش ـ أتحاشى أن أتابع مسلسلاتنا عبر القنوات المترامية بطول الخليج العربي؛ لأنني أخشى من حومة الكبد، وهي مفردة محلية تعني تقلبات معوية واضطراب هضمي جراء منظر لم تستطع تحمله.
وخلال رمضان المبارك الماضي، ومن فرط الشكوى الحادة من النقاد والناس بكامل أطيافهم من سخف الكوميديا السعودية المسلسلاتية المعروضة، أردت أن أدلي بدلوي في الموضوع، تحديدا بعد الشهر الكريم مباشرة؛ لعلي أكون عونا للمسلسلات الرمضانية، لكني خشيت أن أحوّم أكبادكم بما سأتطرق إليه، خاصة أن ما تم عرضة كان يستحق جائزة خاصة لمن بلغ الهبوط والإسفاف الكوميديين بكل معانيهما.
ولعلي أيضا قد خجلت أن أعرض الموضوع على الصديق العزيز سلطان البازعي؛ لأنه مدير الجمعية السعودية للثقافة والفنون، لا سيما وأني أعرف أن الرجل يؤسس لعمل ثقافي فني راق، ويحتاج إلى العون والمساعدة لا الإحباط بتذكيره بما فعله السعوديون عبر كوميدياهم المنفرة في رمضان.
الأهم في القول، أن الجائزة مازالت عالقة بالذهن، فما دمنا لا نستطيع تقديم كوميديا هادفة مقنعة، فلماذا لا نهتم بالأكثر هبوطا وسخفا، والأكيد الأكثر حومة للكبد؟، وفيها ومنها أؤمن أننا سنجد صعوبة في اختيار الأكثر تحقيقا للمواصفات؛ لأنها كلها من ذلك النسيج. سيناريو سلق بيض. وإنتاج الله يرحم الحال. وممثلون الله لا يعاقبنا. إلا أن الجانب المضيء هو أن مسلسلات كثيرة ستشهد تنافسا ساخنا، فجميعها حققت كل مواصفات حومة الكبد.
لكن من سيكون أعضاء هذه اللجنة الخاصة بالاختيار؟ لكم الحق في الاختيار من جملة المهرجين، وإن كانت اللجنة تحتاج إلى خبرات أجنبية فلا بأس من البلام وهيا الشعيبي فقد بلغا هذا الرمضان شأنا في حومة الكبد ما الله به عليم، لذا فخبراتهما في الإسفاف والملل ستعينهما.
أنا لا أستطيع أن أحدد، لكني أعتقد أن أبطال المسلسلات التي حملت مسمى كوميديا سعودية ـ تلك التي عُرضت ومخرجوها ـ لن يترددوا في الموافقة على المشاركة في اللجنة لاختيار الأكثر هبوطا، فالأهم لديهم الظهور، حتى لو كانت الجائزة منهم وفيهم.
بقي المهم: ماذا سيكون اسم الجائزة؟ هنا لن تبلغني الحيرة؛ لأني سأجد الاسم المناسب لها، ولا أعتقد أنكم ستخالفوني فيه.
أَوَليس الممثل المدعو لورانس هو الأقرب لأداء كبار الممثلين، ليس العرب بل العالميين، أمثال جيم كيري، وستيف مارتن، أساتذة الكوميديا العالمية؟؛ لأن لورانس هو الوحيد الذي لا تعلم هل هو يمثل أم يشخّر أثناء النوم؟، يندمج مع النص بطريقة من يضارب بيديه ورجليه، وعليه آمل أن يكون اسم الجائزة جائزة لورانس للأداء الرديء، ولا بأس إن أراد بعض ربعنا استبدال الجزء الأخير كأن تكون جائزة لوانس للأكثر تحويما للكبد؛ لأني لن أقبل أن يتغير الجزء الأول؛ لأنه أحد أهم أسباب حومة الكبد.
مفيد القول، أن يكون من أهم شروط الفوز بالجائزة، أن يحضر المتوّج كل بروفات لورانس الرمضانية المقبلة؛ لكي يعرف معنى الفن الحقيقي!