حينما تشاهد ملاحظة تستوجب الإبلاغ عنها ولا تفعل، فأنت تتحول تدريجيا دون أن تشعر إلى شخص سلبي، لا يهتم ولا يعنيه ما حوله. كل الأعذار التي تقنع نفسك بها، غير مقنعة لنا.
ربما استطاعت وزارة التجارة خلال السنة الأخيرة أن تثبت جديتها تجاه شكاوى وملاحظات الناس. وحينما أقرأ عن قيام الوزارة بمداهمة أو معاقبة معرض أو مصنع ـ آخرها قبل يومين حينما أغلقت الوزارة مستودعا في إحدى المناطق يتم داخله جمع الإسفنج الملوث من الحاويات بغرض إعادة تلبيسه ـ أتيقن أن خلف كل بلاغ مواطن إيجابي أدرك واجبه تجاه مجتمعه!
بعث لي مواطن من صالة الانتظار في أحد المستشفيات يقول إن الطبيب دخل في اجتماع وترك المرضى ينتظرون. عشرة مرضى على أقل تقدير. كلهم ـ ربما ـ لزموا الصمت، باستثناء مواطن واحد رفع صوته بالشكوى من خلال موقع للتواصل الاجتماعي، وصل الصوت إلى كل أطراف البلد خلال دقائق. وجد تفاعلا من الكثيرين. هذا المواطن مارس حقه الطبيعي في الشكوى والاحتجاج. إن لم تكن أنت قادرا على ذلك، فلا تكسّر مجاديف الآخرين!.
في سياق مماثل، يتقاعس الكثيرون عن التفاعل مع صناديق الشكوى لأنها ـ حسب رأيه ـ مجرد زينة توضع على مدخل الاستقبال. هناك من يقلل قيمة التواصل مع إيميلات الوزارات بحجة أن الشكوى تضيع ولا أحد يلتفت إليها. هذا تصرف سلبي. اترك الناس تمارس حقها الطبيعي!
في المرة القادمة حينما تشاهد أي ملاحظة ينبغي عليك أن تقوم بواجبك كمواطن. افعل شيئا. لا تكن سلبيا. ضرر إهمالهم للشكوى لن يتجاوز إهمالك لها.