احتجاج ناعم بعثت به قارئة كريمة، مضمونه: كان الناس في السابق يقولون اعمل خير وارميه في البحر، الآن اعمل خير وصور معاه!
انتقادها حول ما تراه مبالغة في إظهار بعض أعمال الخير البسيطة!
نحن على كل حال بحاجة إلى إحسان الظن.. الذين يقومون بتصوير مبادراتهم وينشرونها على الناس هم قاموا بذلك بدافع إنساني.. حتى الذين يتعاطفون مع عمال النظافة، غالباً ما يكون دافعهم بريئا بحثاً عن الأجر والمثوبة..
فك الالتباس بين نشر وتصوير أعمال الخير وإخفائها أمر مستحيل.. الأمر متعلق بالنوايا.. ولسنا مخولين -وغير قادرين- على الدخول في النوايا.. هذه شأنها لله وحده.. لكني أخشى أن سخرية المجتمع من هذه التصرفات وجلد القائمين عليها وبها، سيحدان من المبادرات الجميلة الأخرى!
أعتقد أن نشر مثل بعض هذه المبادرات خطوة خلاقة.. نشرها لا يقل عنها قيمة -الدال على الخير كفاعله- المهم اختيار نوعية العمل وطريقة نشره.. الملاحظ أن غالبية هذه الأعمال التي تتناقلها هواتفنا محصورة في عمال النظافة! لذا تجد كثيراً من هؤلاء أدركوا أبعاد اللعبة، تحولوا إلى متسولين محترفين عند إشارات المرور، وفي المنافذ، وغيرها.. لا يكفون عن التحديق في العابرين.. ولا أستغرب أن العمل في بعض الأحياء، والتقاطعات الحيوية يتم بيعها، وليس من حق أي عامل الوقوف فيها!
الذي أود الوصول إليه اليوم أن هناك أعمال خير أخرى، كالخدمة الاجتماعية، والعناية بالبيئة.. هي الأحق بالنشر.. أظن أننا بحاجة إلى صور ومقاطع لشباب يقومون بخدمات اجتماعية تطوعية متنوعة.. حينها سنكون أول من يسهم في نشرها، والدفاع عنها!