علاء حمزة
كل الأرقام تشير إلى أن وسائل الإعلام الجماهيرية محطات التلفزة، والإذاعة، والصحف تفقد جزءا من حصتها في السوق الإعلانية عاما بعد عام لصالح الإعلام الإلكتروني، وإلى جانب ذلك يرتفع إيقاع المنافسة ويتواصل افتتاح القنوات الجديدة!
فمن الأرقام التي نشرتها شركة IAB المتخصصة في دراسة سوق الإعلان الإلكتروني نرى أن عائدات الشركات من الإعلان في الشبكة العنكبوتية لعام 2013 تخطت 42,8 مليار دولار، بينما بلغت عائدات شبكات البث التلفزيوني في نفس الفترة 40.1 مليار دولار، منها 7 مليارات ذهبت إلى إعلانات الأجهزة الذكية، إذ تواصل الشاشات الصغيرة سباقها بكل قوة لتصل إلى الصدارة في المستقبل القريب.
فنسبة النمو فيها يزيد على 100%، مما يشكل تحديا خطيرا أمام الإعلام التقليدي، فالكعكة تصغر والسكاكين تكثر، وما لم يدركه الكثيرون حتى الآن أن الرهان على المحتوى ليس كافيا، فمحتوى الإعلام الجديد مازال ضعيفا، وأقل جودة من الإعلام الآخر، ومع ذلك يكسب، وهذا لا يعني أن المحتوى غير مهم، فأية وسيلة بلا محتوى مميز هي في سبيلها إلى الانقراض لا محالة.
ولكن كما قال عالم الاتصال الكندي مارشال ماكلوهان فإن الوسيلة هي الرسالة ولنقل إنها جزء مهم من الرسالة في هذا العصر.
إن الأجهزة الحديثة تمتاز بأنها تناسب الحركة السريعة في هذا الوقت أكثر، فجهاز التلفزيون القابع في الصالة أثقل من أن يركض بإيقاع العصر. بعكس الهاتف المحمول ومشتقاتة. لذلك فأي محطة تلفزيونية أوصحيفة أو إذاعة لا تعي هذه الحقيقة ولا تعمل بكل ثقلها للانتقال النهائي مستقبلا إلى يد المستهلك، فإنها لن تصل إلى جيبه!