الدمام: هند الأحمد

توالت ردود الأفعال على إعلان وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل، حول دعوة تم توجيهها لوزير الخارجية الإيراني، إذ يرى الباحث في الشأن الإيراني الدكتور محمد السلمي، خلال تحليل لـالوطن، أن دعوة وزير الخارجية السعودي لنظيره الإيراني، تأتي في إطار وساطة خليجية بين الرياض وطهران، حول نقاط الخلاف بين الجانبين في ملفات متعددة، معتبراً أن الرياض لا تمانع في استقبال المسؤولين الإيرانيين، لكنها وضعت بعض الشروط لذلك، من بينها جدية إيران في حل الخلافات، خاصة فيما يتعلق بالملفين السوري، واللبناني، وكذلك الأوضاع في العراق.
ويأخذ السلمي باعتباره، طلب المملكة سحب إيران قوات الحرس الثوري من الساحة السورية، مؤكداً أن المملكة لم تغير موقفها، ولم تقدم تنازلات، وأن وزير الخارجية السعودي جدد دعوته للجانب الإيراني، شريطة أخذ طهران في الاعتبار هذه النقاط، وتوقع أن تستقبل المملكة مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والأفريقية أمير عبد اللهيان للقاء الجانب السعودي وأن يكون ذلك خطوة تسبق زيارة الوزير الإيراني محمد جواد ظريف.
عبد اللهيان، أبدى وبحسب وكالة الأنباء الإيرانية أمس، رداً على دعوة الفيصل، ترحيباً بالدعوة السعودية، وقال نرحب بإجراء مفاوضات ولقاءات مع المسؤولين السعوديين لتسوية المشكلات الإقليمية وتبديد الغموض وتطوير العلاقات.
بدوره يجد المحلل السياسي الدكتور علي التواتي، الذي قال إن خطوط الاتصال بين المملكة وايران موجودة ولم تنقطع، لكن يشوبها التوتر، في تصريح لـالوطن، أن دعوة المملكة لإيران، وتوقيت إعلانها أول من أمس، الذي جاء متزامناً مع اجتماع وزراء الدفاع في دول مجلس التعاون الخليجي بوزير الدفاع الأميركي تشاك هيجل، رسالة للولايات المتحدة، مفادها أن المملكة قادرة على التفاوض مع إيران دون وسيط، هذا بالإضافة إلى قدرتها على تعزيز أمن المنطقة دون تنازلات، ما يوضح للعالم كافة، أن المملكة صانعة للأمن، وليست مستهلكة له.
التواتي أضاف إذا فتحت قنوات اتصال بين البلدين، قد يصل الوضع لحلول تخدم كافة الأطراف، خاصة وأن المملكة تعلم جيداً ان إيران على وشك ان تضع اللمسات الأخيرة على إتفاقها النووي مع الدول العظمى خلال صيف 2014، وبعد أن وقع الرئيس الامريكي باراك أوباما قراراً تنفيذياً بأن تعامل دول الخليج كجسم سياسي موحد في مبيعات الأسلحة، ولن يكون هناك مبيعات اسلحة انفرادي لدول الخليج بإستثناء العقود الماضية.
ويعتقد التواتي أن تفتح جلسة التفاوض السعودية - الإيرانية ملفات عديدة، على رأسها الأمن الإقليمي لدول الخليج، مؤكداً أن الدعوة السعودية لإيران، لم تُوجه إلا بعد ان تم إعداد الأرضية الكافية لإنجاجها.