الأحساء: عدنان الغزال

'الجمعان' المهرجان الثالث بمثابة ورشة عمل تدريبية

تحفظت لجنة تحكيم عروض مهرجان مسرح الطفل3، الذي نظمته وكالة الشؤون الثقافية بوزارة الثقافة والإعلام، باستضافة من فرع الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون، على احتواء بعض المشاهد في العروض المسرحية، رقصاً وحركات جسدية خارجة عن المقبول، كما انتقدت اللجنة، تسجيل حالات استجداء لـالضحك بين صفوف بعض الممثلين في العروض، بأساليب لا تليق ولا تتماشى مع مسرح يتوخى التربية قبل كل شيء، فيما اشتملت مشاهد أخرى على مستويات رفيعة من التعبير الجسدي.
وأشار رئيس اللجنة المسرحي أستاذ اللغة العربية والأدب في كلية الآداب بجامعة الملك فيصل الدكتور سامي الجمعان، خلال كلمة اللجنة مساء أول من أمس في الحفل الختامي للمهرجان وإعلان النتائج وتكريم الفائزين، إلى أن اللجنة لاحظت أن بعض العروض، لا تزال تتعاطى مع الشخصيات الحيوانية، بوصفها سمة وخاصية لمسرح الطفل، في ظل وجود فكرة سائدة على أن قصص الحيوانات هي الأقرب لإيصال المعلومة، وما إلى ذلك من خطورة في التعامل فكرياً وفنياً وتأليفاً وإخراجاً مع هذا النوع من المسرح الذي استهلك كثيراً، وصار بحاجة ماسة إلى طرائق جديدة تتواكب مع الطفل الذي تجاوز تفكيره الغابة وحيواناتها في ظل ما يتوفر بين يديه من أجهزة إلكترونية مذهلة جعلت القرية عالما صغيرا بين يديه.
وانتقد الجمعان الضحك المجاني في بعض العروض، الذي لا يقوم على الموقف ولا تستدعيه الشخصية، واصفاً إياه بـالمرفوض، كوننا نتعامل مع صفحة بيضاء تنقش ما تراه على ذاكرتها ولا تنساه حتى تموت، لافتاً إلى أنه من النقاط الإيجابية في العروض وعي بعض الممثلين في التعبير الحركي الملائم لمسرح الطفل والتعبير الإيمائي الذي يحبذه الطفل، وهذا كان متوفراً في بعض المشاهد، وتميز فيه كل من الممثلين: عصام البريمان، وعبدالرحمن مدخلي، وناجي غريب، وهؤلاء اعتمدوا مع أجسادهم في إيصال المعلومة للطفل أكثر من الكلام، وهذا هو المطلوب في مسرح الطفل بشكل كبير، كما لاحظت اللجنة وجود فارق فني بين نص المؤلف العرض ونص المخرج، فيما بالغت بعض العروض في الاستعراضات حتى جاء بعضها مقحماً على حساب العناية بحرفية ومهارة الممثل.
وأضاف أن المهرجان بمثابة ورشة عمل تدريبية، والجميع خضع للتدريب، وأن لجنة التحكيم عملت على اصطياد الملاحظات لتلافيها في المستقبل، وتلك الملاحظات هي أهم بكثير من نتائج المهرجان –على حد قوله-، للعروض المسرحية الـ 5 بعد اعتذار فرقة مسرح جمعية الثقافة والفنون في جدة عن عرض مسرحية من سيربح السيميليون.
وأعلن عضو لجنة التحكيم جعفر عمران، خلال كلمته في الحفل، توصيات اللجنة، التي من بينها التأكيد على استمرار المهرجان ودعمه بصورة أكبر لكونها الرافد الحقيقي للمسرح السعودي بتوليفه ومواهبه الجديدة التي تكفل للمسرح الاستمرارية والتواجد، والتشديد على ضرورة أن يواكب مسرح الطفل التطور الذي يعيشه طفل اليوم وما يتمتع به من عقلية الطفل المتقدمة بما يقوم به بشكل يومي من تواصل وتعاط مع الأجهزة التقنية الحديثة التي وفرت له المعلومات وسرعة الوصول إليها، فقد وفّر التلفزيون والتقنية الحديثة ما جعله يتفاعل مع العالم، مشيراً إلى أن بعض العروض التي قدمت في مهرجان مسرح الطفل قدمت بشكل قديم قد تخطاه الزمن، مما جعل الأطفال لا يتفاعلون معها بل ربما كانت سبباً في السخرية منها وعليها، مؤكداً على أهمية أن تعطى الفرصة لمن هم دون 18 عاماً في التعبير عن أنفسهم من خلال تخصيص مسابقة في تقديم أفكار مسرحية، ويقوم بعد ذلك من لديه الخبرة في الكتابة المسرحية في معالجتها درامياً وتحويلها إلى نصوص مسرحية، بالإضافة إلى التأكيد على إدراج جائزة للطفل الواعد مسرحياً، وجائزة التحكيم التقديرية.
box
نتائج لجنة التحكيم للمهرجان:
* مسرحية الأسد الهارب لفرقة استوديو الممثل في جمعية الثقافة والفنون في الدمام نالت جائزة أفضل عرض متكامل، وأفضل ممثل دور ثان للمثل راكان الظافر، وأفضل ديكور.
* مسرحية صندوق المهرج لفرقة مسرح جمعية الثقافة والفنون في الأحساء نالت جائزة أفضل إخراج للمخرجة إيمان الطويل، وأفضل أزياء.
* مسرحية مملكة الألوان لفرقة مسرح جمعية الثقافة والفنون في الأحساء نالت جائزة أفضل مؤلف للكاتب سلطان النوه، وأفضل إضاءة لحمد المويجد، وأفضل مؤثرات موسيقية لعبدالرحمن الحمد.
* مسرحية المهرجان لفرقة مسرح جمعية الثقافة والفنون في جازان نالت جائزة أفضل ممثل دور أول للممثل عبدالرحمن مدخلي عن دور الرسام.
* فيما استحدثت لجنة التحكيم جائزة خاصة منحتها لمسرحي المستقبل في المملكة، وهم: لمى الثاني، ومنار العبدالعظيم، وضي الثاني، ومازن الحمد، وزياد الحمادي، ومحمد المحسن، ومضاوي الدوسري، وتركي بوسهيل، ومساعد التركي.