وفاء آل منصور

حينما انتهي من تأليف كتاب أي كان مجاله، هل يجب أن أكون مذيعاً أو ممثلاً أو فناناً أو رياضياً كي يتوجب عليّ اقتحام دور النشر لتقوم باستقبالي بحفاوة وطباعة عملي المتواضع الذي يحمل اسماً مشهوراً كي تتبناه وتقوم بطباعته وترويجه رغم بساطة جملة البعيدة عن الحرفة الكتابية، فتكسب من ورائه أموالاً طائلة جراء بيعه على المكاتب التي تود وبشغف وجود كتاب فلان على رفوفها كي تستقبل حشداً في اليوم الآخر لشرائه، وكذلك عرضه في معارض كبرى كي تتفاخر بعض دور النشر بوجود هذا الكاتب ذي الصيت الرنان في دارها المصون.
هذا حال دور النشر الآن تبحث عن الاسم، ثم المحتوى الكتابي بغض النظر عن نوعية الكتاب أو حتى موضوعه المهم أن اسم فلان المبجل يحتل صدارة الغلاف الأمامي من الكتاب وعلى هذه الشاكلة يكون ربح الدار وصيت الكتاب الذي سيصدح في كل الصحف ووسائل الإعلام ويكون له محله من الجدل والنقد والإعجاب.
ما أود توضيحه وقوله إن حال دور النشر أصبح أشبه بحال الصحف الورقية سأقول لكم كيف؟ ولماذا؟
نحن ككتاب في صفحات القراء وعلى الرغم من المدة الطويلة التي أمضياناها ونحن نحيك حروفنا كي تظهر على هذا النوع من الصفحات في الصحف إلا إننا ما زلنا نشعر بأننا في بداية الطريق المؤدي لحرفية الكتابة من وجهة نظر الصحيفة على ما أعتقد، على الرغم من الإيمان التام في قرارة أنفسنا أننا أصبحنا متمرسين كتابياً والأقرب لامتهان الكتابة في الصحف الورقية والأولوية لهذا النوع من الكتاب كي تحتضنهم الصحيفة التي ولدوا في حجرها وترعرعوا على منهاجها في الطرح والأسلوب كي يصبحوا أفضل عن ذي قبل.
لأننا تعلمنا الخطوات الأولى في الكتابة بين أحضانها، كالأم حينما تساعد فلذة كبدها على الوقوف ثم المشي باتزان.
فليت الصُحف السعودية تتبنى هذا النوع من الكتاب الواعدين فقد نشؤوا تحت كنفها لسنوات طوال، فهل لها أن تعود وتمسك بأيديهم مرة أخرى وتطلق العنان لأقلامهم كي يحتلوا شقاً بسيطاً من صحفها دون اللحاق ببعض الأقلام ممن تلمع أسماؤهم قبل محتوى كتاباتهم..!