شهدت مدينة حلب السورية أمس، تفجيرا ضخما بأحد الفنادق الأثرية تستخدمه قوات النظام كمركز عسكري، وذلك قبل استكمال انسحاب مقاتلي المعارضة من وسط مدينة حمص. وقالت تقارير إن المئات من مقاتلي المعارض انسحبوا من وسط حمص تاركين خلفهم حي الوعر محاصرا، وهو الذي لم يشمله اتفاق الهدنة الذي أشرفت عليه الأمم المتحدة. وشقت قافلتان من الحافلات طريقهما وسط أنقاض المدينة المحاصرة حاملة المقاتلين إلى مكان آمن في مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة خارج المدينة بموجب اتفاق بين المسلحين والقوات الموالية للأسد.وأشار محافظ حمص، طلال البرازي، إلى أن معظم مقاتلي المعارضة والمدنيين خرجوا من أحياء حمص المحاصرة، وأن الأعداد المتبقية في طريقها للخروج، كما قالت تقارير إنه جرى أيضا إطلاق سراح عشرات الأشخاص الذين كان يحتجزهم مقاتلو المعارضة في محافظتي حلب واللاذقية في إطار الاتفاق.
وكان مقاتلو المعارضة يتحصنون في منطقة حمص القديمة وعدة مناطق أخرى على الرغم من نقص المؤن والسلاح وحصارهم لأكثر من عام والقصف المتواصل من جانب قوات الأسد.
وقال رئيس الائتلاف الوطني السوري أحمد الجربا قبل لقائه بوزير الخارجية الأميركي جون كيري لتلفزيون بي. بي. إس في واشنطن: شعب حمص أبطال حقيقيون، لقد دفعوا ثمن الحرية، وأضاف: إن شعبنا الشعب السوري مصمم على النصر في النهاية وأن يسترد الأرض التي خسرها.وفي تصريح صحفي آخر أمام معهد الدراسات في واشنطن، طالب رئيس الائتلاف السوري المعارض أمس الولايات المتحدة بتزويد مقاتلي المعارضة بالأسلحة الضرورية لصد هجمات النظام وتغيير ميزان القوى على الأرض، مبينًا أن ذلك من شأنه تسهيل إيجاد حل سياسي للأزمة.
إلى ذلك، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن 14 عنصراً من قوات الأسد على الأقل قتلوا في الانفجار الذي استهدف في وقت سابق أمس أحد الفنادق الأثرية بمدينة حلب القديمة التابع لقوات النظام. وقال المرصد إنه سمع دوي انفجار في حلب القديمة، تبين أنه ناتج عن تفجير كمية كبيرة من المتفجرات في نفق حفرته كتائب المعارضة أسفل فندق الكارلتون الأثري الذي تتخذه قوات النظام مركزاً لها.وأشار المرصد إلى مقتل ما لا يقل عن 14 عنصراً من قوات النظام والمسلحين الموالين لها جراء التفجير والاشتباكات التي اندلعت على إثره مع كتائب المعارضة، موضحاً أن التفجير أدى إلى تدمير ما تبقى من الفندق وانهيار مبان عدة في محيطه. واعترف التلفزيون الحكومي بوقع الانفجار بالفندق وإن بعض المباني المجاورة لحقت بها تلفيات في منطقة غنية بالآثار لكنه لم يقدم معلومات عن الخسائر في الأرواح، بينما أعلنت الجبهة الإسلامية مسؤوليتها عن التفجير، مشيرة إلى أن 50 جنديا قتلوا في الانفجار إلا أنها لم تقل كيف عرفت أعداد القتلى.