أبها: عبدالباقي خليل

الحربي والسويد يشيدان بالتونسي كأول مدرب عربي يتوج بكأس الملك

أتى به الشبابيون منقذا لموسمهم بعد تجربة البلجيكيين برودوم وإيميلو فلم يخيب ظنهم، فأعاد لليث بريقه، ووضعه على سكة الانتصارات، وقاد الفريق للتتويج بلقب كأس خادم الحرمين الشريفين.. إنه التونسي عمار السويح صاحب النقلة الفنية الكبيرة في الفرق الشبابية، حيث وضحت صمته من خلال قيادته لليث في التأهل إلى دور الـ16 لدوري أبطال آسيا عن جدارة متصدرا المجموعة الأولى.
ويعد السويح المولود عام 1957 أبرز المدربين التوانسة الذين أشرفوا على فرق خليجية، بل يعد أفضلهم وهو يسجل لنفسه إنجازا كأول مدرب عربي يتوج بكأس خادم الحرمين الشريفين.
وبرز السويح في بداية مشواره مع فريق مستقبل وادي الليل التونسي الذي حقق معه الصعود أواخر الثمانينات من الدرجة الثالثة إلى الأولى في ظرف عامين، ثم درب في التسعينات عدة فرق في القسم الأول والثاني كقرمبالية الرياضية وجمعية أريانة والملعب القابسي وأولمبيك الكاف، وفي عام 2001 تمكن من الظفر بكأس تونس مع نادي حمام الأنف.
انتدب السويح بعدها من قبل النجم الرياضي الساحلي، ثم عين مدربا للمنتخب التونسي الذي قاده في كأس العالم 2002، دون أن يتمكن معه من اجتياز الدور الأول.
وبين 2004 و2009 عمل في الدوري السعودي حيث درب فرق الحزم والقادسية والطائي والاتفاق.
وتولى بين 2009 و2011 الإشراف على المنتخب التونسي الأولمبي، وفي أكتوبر 2011 تعاقد مع نادي الرائد الذي استمر في تدريبه حتى 31 يناير 2013 ثم قدم استقالته منه، وتعاقدت معه إدارة نادي الشباب لتدريب الفريق الأولمبي، ثم أسندت إليه تدريب الفريق الأول بعد إقالة البلجيكي إيميلو فيريرا.
وقاد السويح الشباب في 8 مواجهات في دوري جميل حقق فيها الفوز في 4 مباريات وتعادل في مثلها ولم يخسر، وفي دوري أبطال آسيا قاد الشباب من دوري المجموعات، حيث تصدر المجموعة الأولى عن جدارة جامعا 15 نقطة، حيث فاز في 5 مواجهات من 6 وخسر واحدة.
وأشاد المحلل الرياضي، الحارس الدولي السابق الدكتور جاسم الحربي، بالعمل الكبير الذي قام به السويح مع الشباب خلال فترة الأربعة أشهر التي قاد فيها الفريق، معتبرا المدرب التونسي من أفضل المدربين الحاليين قياسا بالنتائج التي حققها خلال هذه الفترة القصيرة، وأشار إلى أن فلسفة المدرب كلما كانت واقعية أتت بنتائج إيجابية، مبينا أن السويح استطاع توظيف اللاعبين بالشكل الصحيح، كما أنه قارئ جيد للمباريات، وقال السويح باعتباره خبيرا كرويا عمل على تأهيل اللاعبين بشكل جيد من خلال فترة الاستشفاء وهي الفترة بين مباراة وأخرى، خاصة وأن الشباب لعب خلال شهر واحد 10 مباريات وهي مواجهات ضاغطة ترهق اللاعبين، والسويح يعرف جيدا مكونات حمل التدريب.
وأضاف للأسف 70% من المدربين يجهلون مكانات حمل التدريب وهي من الأساسيات التي تعين الفريق خلال المباريات الضاغطة.
وأوضح الحربي أن السر وراء عودة الشباب للانتصارات التنظيم الدفاعي الجيد الذي انتهجه السويح، مبينا كان من السهل لوصول لمرمى الشباب قبل استلام السويح التدريب، ولكنه استطاع أن يضع خطة دفاعية منسجمة، خاصة بين الظهير الأيمن والمحور الأيمن والوسط الأيمن، واستخرج منهم مثلثا جيدا.
وأضاف الحمد لله لدينا مدربون عرب جيدون يفتقدون فقط لثقة إدارة الأندية، والسويح واحد منهم والدليل أنه قاد منتخب تونس في كأس العالم من قبل.
من جهته، وصف المحلل الرياضي محمد السويد، السويح بالمدرب صاحب النظرة الثاقبة، مبينا أن المدرب التونسي استفاد من ماجد المرشدي في ترميم الدفاع الشبابي، حيث وظف إمكانات سياف البيشي وحسن معاذ، إضافة إلى خبرة عمر الغامدي ومهارة مينيجازو لصالح المجموعة فأصبح الشباب صاحب أفضل أسلوب لعب والدليل أنه فاز على النصر والأهلي، فأصبح الفريق يلعب كرة جماعية.
وأضاف اعتمد السويح على لعب الكرة في وسط الملعب بطريقة ممرحلة وهذه خطة ذكية من شأنها أن ترهق وتستنزف قدرات أي خصم، بل ويصعب عليه المجاراة.
وأشاد السويد بقدرات المدربين التوانسة، مشيرا إلى أنهم من أفضل المدربين العرب ولديهم أسلوب مميز ومدروس إضافة إلى إتقانهم لعملهم.