الرياض: صالح الداود

متوترون يتخاطبون بصوت عال لتأكيد أنهم في أحسن حال

يبدو القلق علامة ملازمة للاعبين قبيل خوضهم غمار مباراة نهائية سواء كانوا من أصحاب الخبرة أو حديثي التجربة نتيجة تأثرهم بالأجواء المحيطة التي يزداد تأثيرها مع اقتراب موعد المباراة.
وتوجد وسائل الإعلام بقوة قبل المباريات الختامية، ويتفاعل معها أنصار طرفي النهائي، علاوة عن الوجود الشرفي الذي يكون في أعلى درجاته، إضافة إلى المحفزات التي تحاول كل إدارة تقديمها للاعبيها للظفر بالبطولة.
وغـالبـاً مـا تكـون الأفضلية في المباريات الحاسمة للفريق الأكثر تحضيراً نفسيا وبدنيا، وقدمنا النفسي لما له من تأثير كبير على دخول اللاعبين بتركيز عال.

الخوف من التغيير
لكل إدارة وجهاز فني طريقتهما الخاصة في إعداد لاعبيهما قبل المباراة، فهناك من يعتمد على تحضير لاعبيه بعزلهم عن التأثيرات الخارجية قدر المستطاع، وهناك من يعتمد على ليلة قبل المباراة، وهو المعمول به في غالبية فرقنا، وتخشى الأجهزة الفنية والإدارية تغيير هذا خشية من أن يكون للتغيير تأثير سلبي على اللاعبين.

وجبة عشاء هادئة
ما إن ينتهي الفـريق مـن تأدية آخر حصصه التدريبية، حتى يلجأ الفريق لتناول وجبة عشاء تختلف أجواؤها عن المباريات الدورية، وتميل أكثر للهدوء، واللافت أن هنـاك لاعبين تتبدل شهية الأكل لديهم بصورة كبيرة فيضطر لتناول وجبة خفيفة محاولا إيهام نفسه أنه تناول الوجبة كما يجب، وهو في الواقع يعيش قلقاً بعد آخر تمرين، تزداد وتيرته مع مضي الوقت.
الاطمئنان أكثر
حين يرى الجهازان الإداري والفني القلق مسيطراً على اللاعبين، يتخذان قرارا بعقد اجتماع تشاوري أو تحفيزي يبدأه رئيس النادي أو مدرب الفريق بالحديث عن جوانب نفسية يريان أنها تزيل كثيرا من الحمل والقلق عن كاهل اللاعبين قبل الذهاب إلى النوم، خصوصاً وطبيعة اللاعبين تختلف من لاعب إلى آخر، إضافة لاستعداد الجهاز الطبي بكل قواه لهذه الليلة من خلال جلسات المساج الخفيف للاعبين، واستغلالها في الحديث مع اللاعبين والاطمئنان على وضعيتهم النفسية، فدائماً يظل المدلك أكثر الفنيين قرباً من نفسيات اللاعبين، ويستطيع تقديم تقرير متكامل لمدرب الفريق عن حال كل منهم دون أن يطلع أحداً على هذا الدور، ويسارع الجهاز الطبي للتدخل خلال ساعات متأخرة لاحتواء أي أزمة طارئة قد يواجهها أي لاعب خصوصاً مع عدم مقدرة اللاعبين على النوم.

الأجهزة محظورة
رغم تشديد التعليمات على اللاعبين بعدم استخدام أجهزة النقال أو الحاسوب من بعد الـ11 أو الـ12 مساء، إلا أن هناك من اللاعبين من يخالف تلك التعليمات ويستخدم جهازا ورقما آخر تلك الليلة للتواصل مع المقربين له لأنه يشعر باطمئنان وراحة بال مع هذا التواصل، وغالباً هذه النوعية من اللاعبين تخلد للنوم بمجرد أن تتواصل مع المقربين منها، ومع وسائل التواصل المتعددة، هناك فئة من اللاعبين تحرص على متابعة أدق التفاصيل المكتوبة عن فريقها وعن منافسه في المباراة، وهذه فئة تعاني كثيرا قبل النوم جراء القلق الذي يسيطر عليها نتيجة الشحن النفسي والعصبي مما قرؤوه أو تابعوه.
قلق واستسلام
هناك لاعبون يمتلكون قدرة على مواجهة أي قلق خلال الساعات المتأخرة من النوم، وذلك من خلال متابعة جهاز التلفزيون الموجود في غرفة النوم عبر مشاهدة فيلم يشد الانتباه أو برنامج مثير، أو قراءة الصحف أو المجلات، وهذه الفئة تبدو الأكثر من بين اللاعبين.
إفطار بحضور وجوه جديدة
غالباً ما يمنح المدربون لاعبيهم قبل المباريات الحساسة حرية في تناول وجبة الإفطار مراعاة لوضعيتهم النفسية في ليلة المباراة، ولمنحهم وقتا أطول للخلود للنوم، ولكن المفاجأة أن يرى الجهاز الفني والإداري لاعبين نادراً ما يكونون موجودين في موعد الإفطار، وهذا الأمر يعيه المدربون تماماً ويرونه طبيعياً ولا يتعمدون الاستفسار من اللاعبين عن حضورهم للوجبة، وغالباً ما يعود اللاعبون للنوم مرة أخرى نتيجة كسرهم لروتين عانوا منه كثيراً.

رحلة ثقيلة للملعب
يسيطر هّم نتيجة المباراة على الغالبية العظمى من اللاعبين مع تحرك الحافلة إلى الملعب، وهنا يبدأ مسلسل توقع الاحتمالات، ويعيش اللاعب سيناريوهات عدة سواء مع الفوز بالذهب أو مع الخسارة، وكيف سيتعامل مع الحالتين، ويلاحظ على بعض اللاعبين الانطواء قدر المستطاع سواء في الاستماع للموسيقى أو البحث عن غفوة سريعة خلال هذه الرحلة المقلقة، ويتعمد بعض اللاعبين الحديث مع بعضهم بصوت عال لإيصال رسائل أن وضعهم مثالي وليسوا قلقين.

الإحماء بداية التخفيف
حيـنـمـا يبدأ اللاعبون مرحلة الإحماء يشعر بعضهم بثقل في الحركة وهذا الأمر يزول تدريجياً من اللاعبين حسب الخبرة والتمرس على مثل هذه الأجواء، وهنا يبدأ دور لاعبي الخبرة بالحديث مع اللاعبين وتوجيه كلمات تشجيعية لمن يرونه متأثراً أو حديث عهد بهذه المباريات.
صافرة البداية
غالباً ما تكون صافرة بداية المباراة بمثابة مرحلة أخرى يعيشها اللاعب ويحاول مواجهتها بكل قواه حينما يجد نفسه وجهاً لوجه أمام منافسيه، ويتبدل هذا الشعور حسب معطيات المباراة وقدرة الفريق على الصمود وبالتالي الاقتراب من تحقيق الذهب، عكس ذلك يسيطر الاستسلام على بعض اللاعبين نتيجة تفوق منافسهم، وتكون هناك ردة فعل مفاجأة من اللاعبين نتيجة الضغوطات العصبية والنفسية سواء بنيل البطاقات الملونة أو من خلال السلوك أو التصرف المستغرب منهم.