في إحدى زياراتي للمكتبة وأنا منهمكة بالبحث عن لون معين، إذا بشخص يقف باحثاً مثلي، لوهلة لم أصدق وجوده فنطق لساني قبل عقلي سائلاً إياه 'هل أنت خالد الفيصل؟ أم شبيهه؟' رد قائلاً أنا هو، سلمت عليه ثم أكملت رحلة البحث

منذ عشرة أشهر كتبت عن التعليم ولربما أنا تقريباً الوحيدة التي لم أكتب عن تولي صاحب السمو الملكي ا?مير خالد الفيصل زمام التربية والتعليم في وطني، ليس لشيء لكنني شعرت أن أي كلمة ستكتب في ذلك الوقت ستكون شهادة مجروحة في حقه، لكن بعد قراءتي لخبر (استشهاد) الطبيب فيصل شامان العنزي في العراق بعد انضمامه إلى داعش، حسب ما جاء في الحساب الرسمي الناطق باسم ما يسمى ولاية كركوك الداعشة قد أكد مقتل الدكتور فيصل، قائلا: انطلق فارس من فرسان الشهادة الاستشهادي البطل أبو شامان الجزراوي بسيارته المفخخة ليقتحم سيطرة المدخل الجنوبي في منطقة 1 حزيران، ما أدى لقتل وجرح أكثر من 30 من مرتدي البيشمركة ولله الحمد نسأل الله أن يتقبل أخانا في الفردوس الأعلى 13 رمضان.
كما أن مواقع إخبارية أكدت مقتل 31 جنديا من قوات البيشمركة الكردية بعملية انتحارية استهدفت حاجزا لهم.
قررت أن أوجه رسالة لصاحب السمو الملكي ا?مير خالد الفيصل، الذي أنا على يقين أنه داعم للعلم قبل توليه منصب وزير التربية والتعليم، ولا أقول هذا الكلام بغرض المديح أو التملق، لكنني أقول هذا من خلال تجربة شخصية مررت بها، ولم تكن تجربة واحدة، بل تجربتان: ا?ولى عندما كنت طالبة في مرحلة البكالوريوس أذهب مع صديقاتي بشكل مستمر لمكتبة جرير لشراء ما يلزمنا من فرش وألوان وطين ولوحات للرسم، وفي إحدى زياراتي للمكتبة وأنا منهمكة بالبحث عن لون معين إذا بشخص يقف باحثاً مثلي، لوهلة لم أصدق وجوده فنطق لساني قبل عقلي سائلاً إياه هل أنت خالد الفيصل؟ أم شبيهه؟ رد قائلاً أنا هو، سلمت عليه ثم أكملت رحلة البحث مع صديقاتي عن المواد التي تنقصنا، متجهين بعد ذلك للمحاسبة حيث جمعتنا الصدفة مرة أخرى مع ا?مير خالد الفيصل حيث طرح علينا سؤاله ماذا تدرسن؟ أجبناه جميعاً بأننا ندرس الفنون، قال: جميعكم؟ قلنا نعم، بعدها تكفل مشكوراً بجميع ما قمنا بشرائه كنوع من الدعم، مرت السنوات وانتهيت من البكالوريوس وأحببت أن أكمل الماجستير في فن القط النسائي، الفن الذي كان ومازال لا يعرف عنه الكثير من أبناء وطني، لكن كي أذهب إلى منطقة عسير وأتنقل في قراها لا بد أن يكون لي داعم، قررت الاتصال با?مير خالد الفيصل الذي أنا على علم مسبق بدعمه لكل من كان العلم هدفه، وفعلاً كان لي خير العون والداعم الذي بفضل مساعدته حصلت على معلومات وخامات لا توجد في أي كتاب امتد استخدامي له إلى مرحلة الدكتوراه.
سمو ا?مير، أنقذ شبابنا ممن يتطفلون على التعليم، ممن يتخفون في رداء أطهر مهنة عرفتها البشرية، مهنة قال عنها الإمام الغزالي: التربية والتعليم أفضل وأشرف وأنبل مهنة بعد النبوة، المشكلة ليست فقط في المناهج، المشكلة ا?ن في بعض وهم كثر المعلمين، المعلم الذي يقوم بفعل التعليم وهو من يقوم بتربية وتعليم المتعلم، وذلك بتوجيه مجموعة الخبرات التي اكتسبها إلى المتعلم، وذلك بطرق ووسائل مبسطة تجعل المتعلم يتقبل ذلك بسهولة، فهو بذلك اللبنة الأساسية لعملية التعليم. ويقوم بتنشئة الأجيال للمستقبل فهو قائد المجتمع. فنحن يا سمو ا?مير بحاجة إلى قادة وليس ضالة.