محمد آل هيازع

محمد آل هيازع
مدير جامعة جازان

لا يمكننا بأي حال من الأحوال عند الحديث عن الذكرى التاسعة لبيعة خادم الحرمين الشريفين أن نغفل ما يمر به العالم اليوم من اضطرابات جعلت الإنسان السعودي أكثر وعيا بحجم التحديات التي تدور من حوله، وجعلته يدرك حجم المكتسبات المنجزة وأهمية المحافظة عليها، وقبل ذلك فإن المواطن السعودي اليوم بات فاعلا في التصدي لكل من يحاول زعزعة أمن واستقرار هذا الوطن، إن الذكرى التاسعة تمنحنا الفرصة لنطوف بأنظارنا في كل جهات الوطن المشغولة بالبناء وبتنمية الإنسان بما يحقق العيش الكريم في ظل هذه اللحمة الوطنية التي يندر وجودها.
تسع سنوات من العطاء السخي والمنجزات المتلاحقة التي انتثرت على خارطة البناء الوطني جديرة بأن نحمل في ذواتنا الهم الصادق لمواصلة هذه المسيرة والحفاظ عليها. تسع سنوات وخادم الحرمين حفظه الله وأمد في عمره يشد أزر هذا الوطن بالنور والحياة الرغيدة الآمنة، وحين نتأمل رؤيته المتجاوزة في تنمية شباب هذا الوطن لن نجد مثالا يجسد ذلك سوى برنامجه للابتعاث الخارجي الذي ابتعث حتى الآن أكثر من 150 ألف طالب وطالبة، فحقق أرقاما غير مسبوقة عالميا في أعداد المبتعثين من الجنسين، وكذلك في التخصصات النوعية التي ابتعثوا لدراستها، وفي حجم الإنفاق على هذا البرنامج الوطني الفريد.

لقد انطلق خادم الحرمين الشريفين في مسيرة النهوض والتنمية الحديثة من تطلعات المواطن ومن عمق أحلامه وآماله، وكان وما يزال هو ذلك الملك الذي تسبق أفعاله أقواله في ترجمة تطلعات مواطنيه.
تسع سنوات كانت سخية في إعادة تشكيل الواقع بخطط الإصلاح التي شيدت أعمدة المستقبل الحضاري حين نعيش الفارق على أرض الواقع فيما تشهده مرافق مثل القضاء والتعليم العالي والعام إلى جانب دعم المرأة لتقوم بدورها بفعالية في التخطيط والمشاركة في نهضة الوطن.
إن ربيعنا السعودي هو ربيع الفعل الملكي لعبدالله بن عبدالعزيز الذي ضرب برؤاه الواقع فانبجست الأرض نماء وازدهارا وأمنا ورخاء في معادلة تنموية شاملة لمختلف مناحي الحياة، ونحن إذ نتذكر تلك المنجزات لا بد لنا أن نحيي رجال أمننا وندعو بالرحمة لمن استشهدوا في سبيل الدفاع عن أمن ووحدة هذا الوطن العزيز، فنحن سنبني من جذور رفاتنا وطنا أبيا شامخا بقيادته الحكيمة وشعبه الوفي، حفظ الله لنا خادم الحرمين وأمد في عمره، وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز، وولي ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز.