دعك من محاولاتهم لإقناعك بأن أوزانهم زائدة بسبب حملهم المستمر للهم العام للإنسان، أو أنهم يفقدون الاهتمام بالحركة بسبب الفنطازيا التي تغمر الحضارة.
أياً كان ما يدعونه، يجب أن تعلم أن المثقفين أُناس تغمرهم السعادة، بالإضافة إلى الأغبياء. الأمر بدا لي جلياً بعد بحثي الذي ابتدأ بتتبع مصادر الفوضى بحياتي، وانتهى إلى نتيجة أنني يجب أن ألتحق بالنادي.
هذا النادي الأكثر سرية بين بقية الأندية حول العالم، الذي يتطلب لنيل عضويته مواصفات وملامح غاية في الدقة، ومعايير انتقائية، قد ينهي الشخص حياته كاملة دون أن يحرز واحدة منها – أي المعايير-.
وفي المقابل، تحصل على السعادة التامة، هذه الفكرة التي طالما هاجمها أعضاء هذا النادي، باعتبارها أمراً مستحيل الحدوث، بينما يرفلون جميعهم تحت دفئها.
تخيل حياة بسيطة، تحصل فيها دائماً على جواب لكل شيء، لماذا لم يحضر أي موظف في هذه الدائرة حتى الآن؟
أنت: تحمل قلقك إلى جانب السؤال معك إلى المنزل، بينما يرى المثقف أنهم – منسوبي هذه الدائرة الحكومية - أشخاص يتموضعون حول ذواتهم، وينطلق إلى زميله المثقف الآخر الذي جهز بالفعل صحني كبدة وبضعة جمل يتحدث فيها عن أهمية اتساق الإنسان مع ذاته.
لهذا تجدهم أناسا مندفعين إلى الحياة، تخيل أن الواحد منهم يستمر في تأليف الكتب، بينما لم يشتر نسخة من كتابه الأول أي أحد سواه، مع ذلك لا يحرك فيهم مستوى الفشل هذا أي أمر.
وكمثال على مظهر من مظاهر السعادة التي بدأت تظهر على حياتي – بعد الانضمام إلى النادي- سأعد عدم إعجابك بالمقال الذي كتبته بشكل ركيك، وسريع لضيق الوقت وانعدام الرغبة، سأعده ناتجا عن انعدام نقاط الالتقاء في البيداغوجيا الخاصة بكل منا، لذلك أقترح أن يحمل كل شخص بيداغوجيته وينصرف؛ لأني لا أرغب في أي مشاكل.