لا أجمل من أن يخرج الجميع منتصرين.
هذا ما ينطبق تقريبا على اتفاقية منح حقوق نقل مباريات كرة القدم السعودية لتحالف يضم مجموعة قنوات الشرق الأوسط (MBC) والرياضية السعودية.
فالتحالف انتصر بالظفر بنقل مباريات دوري يصنف على أنه الأقوى في المنطقة ولعشر سنوات كاملة، ما يتيح له وضع خططه بعيدة المدى، مستفيدا من الاستقرار الذي توفره مدة العقد الجيدة جدا، ومستفيدا كذلك من تجربته التسويقية الكبيرة التي تمنحه قدرة استقطاب معلنين يغطون المبلغ الجيد الذي قدمه للظفر بهذه الحقوق.
والجمهور انتصر لأن البث سيكون مفتوحا دون احتكار وحصرية وتشفير، وهذا ما سيريحه من عناء اللهاث خلف الاشتراك في قنوات مشفرة ربما تغير سياسات الاشتراك فيها بين الحين والآخر.
وسيتمكن الجمهور انطلاقا من حرفية مجموعة (MBC) من مواكبة هذه المسابقات بشكل يثري ويضيف، خصوصا أن هذه المجموعة تبوأت مكانة جعلتها في القمة على مستوى المنطقة من حيث المتابعة، مستندة في ذلك إلى أرقام وإحصاءات دقيقة ستفيدها في تحديد أي البرامج أكثر مواكبة وجماهيرية، وأيّها التي ستكون من قبيل الغث فقط.
والأندية انتصرت لأنها ستحصل على فرصة إعلانية على تلفزيون مُشاهد بقوة، كما ستحصل كذلك على حقوقها من النقل في مواعيد محددة بدل حالة الترقب التي تعيشها حاليا التي لا تمكنها من وضع خططها أو برمجة ما عليها من التزامات.
واتحاد القدم ورابطة الدوري انتصرا لأنهما ارتاحا من ملف مقلق يتعلق بالنقل وما واكبه من تكنهات ومقترحات وتأويلات، وبات بإمكانهما الالتفات إلى غيره من الملفات الكبيرة والعالقة.
التجربة المقبلة لنقل المسابقات الكروية السعودية يحفها التفاؤل، لكن الممارسة العملية هي التي ستكون الفيصل، فإما أن تبرر تفاؤلنا، أو تعلن أننا بالغنا فيه.