منذ أحد عشر قرنا والأمة العربية قاطبة تردد في كل عيد، بيت أبي الطيب المتنبي الشهير: عيد بأية حال عدت يا عيد؛ مع أنه لا مناسبة لهذا البيت الذي هو مطلع قصيدة هجائية لم تكتب للعيد، لكنه يظل أجمل بيت ذكر فيه العيد.
ـ لماذا لا يزال بيت المتنبي خالدا؟، ولماذا لا تزال أغنيتي فنان العرب ومن العائدين ومن الفائزين، وصوت الأرض كل عام وأنتم بخير هي أجمل ما تغني به عن العيد؟.
ـ ألم يقيض الله لأمة العرب من شعرائها من يقصي المتنبي عن هذا الشرف، ويكتب بيتا في العيد يضاهي بيته الشهير؟!
ـ هل مايزال الفنانون عاجزين عن إيجاد أغنية للعيد تنافس ومن العائدين ومن الفائزين، وكل عام وأنتم بخير.
ـ كل شخص منا يحمل في داخله ذكريات جميلة عن العيد في زمن الطيبين، يحاول اليوم أن يستعيد جزءا منها، ولكن لن تعود تلك الأيام الجميلة مهما حاولنا.
ـ في زمن الطيبين، يُرى العيد في كل شيء، في رائحة الملابس الجديدة، في رائحة الحناء التي تتخضب بها النساء، في طعم الخبز المدهون بالسمن.
ـ في زمن الطيبين، يعيش الناس العيد كما هو العيد، يتبادلون التهاني والزيارات، ينسون الخلافات، ينبذون الأحقاد، فيوم العيد لهم بمنزلة ميلاد جديد.
ـ في زمان الطيبين، ليس هناك أحد يشتري أغلى الملابس، وأغلى العطور، ويزاحم الناس ليلة العيد على محلات الحلاقة ومغاسل السيارات، ثم يقضي يوم العيد كله في النوم.
في زمن الطيبين لم يكن هناك أحد يشاهدك في مصلى العيد ثم يصد عنك.
ـ في زمن الطيبين.. ليس هناك أم خرجت للعيد وفي عينها دمعة حزن على ابنها الذي غُرر به وانخرط في صفوف داعش يقاتل المسلمين.
ـ في زمن الطيبين، ليس هناك أحد يعايد أقاربه بالرسائل الباردة التي زادتها التقنية برودا.
ـ في زمن الطيبين القلوب تتصافح قبل الأيدي.
ـ فمن الذي يتغير؟، العيد أم الناس؟
كل عام وأنتم بخير.