لا أظن أن هناك شيئا يضر بصورة الإعلامي السعودي أكثر من أولئك الذين يخرجون من هوامش السطحية وهشاشة الحضور وضعف الإمكانات المهنية، فيمثلونه على القنوات الفضائية بزيه ولهجته، والكثير من الاستظراف واللا ثقافة واللا وعي، ومئات الأخطاء اللغوية والمعرفية، ومن هؤلاء محمد الشهري مقدم برنامج حروف وألوف على شاشة mbc، فإن وضعت تجربته عبر هذا البرنامج تحت مجهر النقد، ستخرج في نهاية الطريق بنتيجة واحدة، هي أن حضوره ثقيييل، وأخطاءه أثقل وزنا، فهو ينشب كثيرا في قراءة الأسئلة والأجوبة، إذ يتعمد قراءتها بالفصحى!، فتجد المرفوع منصوبا والمنصوب مجرورا، وتجد كل ما يفجر مرارة سيبويه لو كان حيا، ونحمد الله أن المفكر والفيلسوف السياسي الإيطالي مكيافيلي توفي عام 1527م، ولم يسمع طريقة نطق الشهري لاسمه في إحدى حلقات هذا الموسم.
ومما يرفع الضغط في هذا البرنامج ليس فقط تعمد الشهري إخراج الإعلامي السعودي فارغا لا يملك شيئا، بل نطنطته ورقصه مع فرقة يتحفنا بها في كل حلقة، واستجداؤه للفائزين بالسيارة كي يصرخوا فرحا بنيلها!، فضلا عن الأسئلة السطحية التي تجعلك تتساءل: كيف سمح معدو البرنامج بمرور هذه الأسئلة التافهة، وإن كان واضعها هو الجمهور؟.
بشكل عام أصبح البرنامج مضرب مثل في كمية المخرجات التي قد تسبب لك الغثيان قبل السحور، ولا أظن شيئا يداويك بعد هذه الوعكة التلفزيونية إلا فتح الـيوتيوب ومشاهدة حلقات من برنامج المسابقات حروف، الذي كان يقدمه الكبير ماجد الشبل، لتجد الوعي والحضور والكاريزما واللغة والمعلومة والسؤال ذا البعد المعرفي والدلالي.
أخيرا، لأنني من جيل حروف الشبل، لم أعجب بحروف ونطنطة الشهري.