لم أجد تفسيرا منطقيا للهجوم الشديد الذي شنّه المخرج السوري نجدت أنزور على القنوات الفضائية التي يملكها سعوديون وخصوصا MBC .

لم أجد تفسيرا منطقيا للهجوم الشديد الذي شنّه المخرج السوري نجدت أنزور على القنوات الفضائية التي يملكها سعوديون وخصوصا MBC لعدم شرائها عمليه الأخيرين (أهل الوفا) و(ما ملكت أيمانكم)، فالرجل يريد من هذه القنوات أن تشتري أعماله بـالغصب ودون أي نقاش وبالسعر الذي يراه هو ومنتجو الأعمال. حيث بدا أنزور غاضبا جدا في حلقة هذا الأسبوع من برنامج في الصميم على قناة بي بي سي العربية، مما دفع مقدم البرنامج حسن معوض إلى محاولة استفزازه أكثر بأسئلة دقيقة حول من يموّل أعماله؟ ومن يقف وراء مضامينها؟. فحاول المراوغة في الإجابة، ولكن عندما كرّر معوض السؤال أكثر من مرة اكتفى أنزور بالقول: هناك الكثير من الطيبين الذين يريدون استثمار أموالهم في أعمال وطنية وخيرة كنوع من الزكاة.
الأغرب أنّ المذيع معوض لم يسأله بشكل مباشر عن القنوات السعودية وعلاقته بها، بل كانت كل الأسئلة تدور بشكل عام حول مضامين العملين وما دار حولهما من جدل خصوصا مسلسل ما ملكت أيمانكم ومع ذلك كان أنزور يصر على عبارة المحطّات السعودية وأنّ لائحة الممنوعات في المحطات العربية هي لائحة سعودية. وهذا يؤكّد أنّه ـ كما الكثير من المخرجين والمنتجين العرب ـ يعرف أنّ أيَّ عمل لا يُبث في قناة مثل MBC لن يحصد النجاح المطلوب، وبالتالي لن يكون له عائد جيد. وقد يكون هذا اعتراف ضمني أنه لم يشتهر على المستوى العربي إلا بعد أن بثت له أعمال مثل: الجوارح وإخوة التراب و الكواسر والحور العين على تلك المحطات السعودية التي يريد أن يكون وكيلها الحصري، وأنّ عليها أن تتلقف كل أعماله، وتدفع له قبل التصوير.. !! .
والحقيقة أنّ السبب الحقيقي لـالغضبة الأنزورية انكشف بشكل واضح في قوله أثناء الحوار: إن المحطات السعودية تريد المجتمع السوري مجتمع شروال وحارة فقط، في إشارة إلى مسلسل باب الحارة الذي أُنتجت منه خمسة أجزاء وعُرض حصريا على MBC. فالمسألة غيرة من النجاح الجماهيري للمسلسل خصوصا في الجزأين الأولين، وبالتأكيد أنه لو كان مخرج العمل أو منتجه لكان رأيه مختلفا تماما.
أخيرا؛ لاشك أنّ نجدت أنزور مخرج عربي مهم. ولكن الأكيد أنه على المحطات العربية ذات التمويل السعودي وحتى التلفزيون السعودي الرسمي، وضع الأمور في نصابها الصحيح عند شراء الأعمال الدرامية، وعدم المبالغة في دفع مبالغ ضخمة لأعمال لا تستحق الكثير لو قيمت بشكل سليم، حتى لا تبقى قنواتنا بقرة حلوب لأي مبتز أو طالب ثراء، فهذه النوعيات ستقلب ظهر المجن في أي لحظة تشعر فيها أن الأرصدة البنكية نقصت.