ريهانا مطربة وكاتبة أغان غربية شهيرة، يحبها الشباب في كل أنحاء العالم. كتبت في تويتر في هاشتاق: الحرية للفلسطينيين، مما أثار دهشة جمهورها الغربي، ويبدو أن مدير أعمالها تدخل لينبهها لخطورة ما فعلت؛ لأن الفتاة سارعت بحذف التغريدة.
في الواقع، لـريهانا كل الحق في حذف التغريدة؛ فالعمل في المجال الفني المحتكر من قبل شركات صهيونية يجبر الفنانين على الخضوع لقانونها، وأهمه عدم التعرض لإسرائيل بالنقد، وإلا لن تقبل شركة واحدة تشغيلك.
قبل ريهانا، كان هناك الممثل العظيم ميل جبسون صاحب فيلم: القلب الشجاع، أحد أهم أفلام السينما العالمية. جيبسون عرض في فيلم له حقيقة متفق عليها، وهي أن اليهود قتلوا المسيح (بحسب المفهوم الغربي)، لكن الغرور الصهيوني رفض مجرد الإشارة لذلك، وأجبروه على تغيير المشهد، وفي المرة التي غضب جبسون، وذكر تجاوزهم لكل معاني الإنسانية في قتل الفلسطينيين ونشر الحروب، أعلنت هوليوود صراحة أن عليه أن يجلس في البيت، فلن يعمل بعد اليوم.
جورج جالوي، السياسي البريطاني الشهير بدفاعه عن العرب والمسلمين، والذي سمى والده زين الدين تقديراً لنا ولتاريخنا، يقدم في برنامجه دفاعاً يومياً عن الشعب الفلسطيني، طرد من مصر ومنع من دخولها ولا تسأل من يقف خلف ذلك؟
النفوذ اليهودي المنظم أو ما يسميه البعض اللوبي الصهيوني، يجد دائماً تبريراً لما يفعل ويستخدم الميديا التي يملكها لإرهاب الناس العاملين في الفن والإعلام، ومن ناحية أخرى خداع العامة لينساقوا لأكاذيبه وكأنها حقائق مؤكدة.
بالرغم من عدم اتفاقنا مع هذا السلوك الذي تنتهجه القوى الصهيونية في إسكات صوت الحق، يحق لنا أن نتساءل، ونحن كسعوديين نملك ثروة هائلة عربياً، تعمل وتتحرك داخل الوسط الفني والثقافي في العالم العربي: لماذا لم يكن لها قوة لإسكات صوت الشر أو حتى تحييده؟
كم عدد الفنانين السوريين الذين جلسوا في الصفوف الأولى، وبشار الأسد يتباهى بانتصاره المزعوم على ثكالى سورية وصغارها ببراميل العذاب التي يمطرهم بها كل صباح حتى أرسلوا له رسالة ليتك تفعل مثل إسرائيل وتحذرنا سابقاً؟
إن أبطال الدراما العربية في رمضان هذا العام، معظمهم من شبيحة النظام السوري، تم تلميعهم بأموال القنوات السعودية، وبإنتاج ضخم، وظهروا للناس كأنهم لم يفعلوا شيئاً، أو كأننا نرسل لهم رسالة: افعلوا ما شئتم فأموالنا في خدمة زيفكم.. مما يدفعني للتساؤل: كيف حدث ذلك؟
بل إن الفنانة والمطربة التي لم يشبع جسدها من عمليات التجميل بأموال النفط الخليجي هيفاء وهبي، جلست تتغزل في قناة لبنانية بالإرهابي المتفاخر بقتل أناس عزل في سورية، حسن نصر الله أمين حزب الله الذي يهاجم كل يوم قرى سورية، ويسفك دماء أهلها.. فكيف استمر عقدها مع شركة سعودية؟
قد يقول قائل: إنهم مجبرون، وهذا يناقضه خروج الكثير من شرفاء سورية، من المنضمين إلى الثورة، كما أن هناك فنانين صمتوا وبقوا داخل سورية، لكنهم لم يتبجحوا بنصرتهم للنظام الظالم، ولم نسمع عن تعرضهم للأذى، بينما هؤلاء يرتكبون كل يوم جريمة في حق المواطن السوري الثائر.
إن معركتنا مع العدو الأسدي في سورية، ليست فقط في إمداد مناهضيه، بل في إعانتهم نفسياً، وليس بتشجيع من خذلوهم.
وإذا كان لا يعني هذه الشركات الدم العربي السوري.. ألا تعني لهم السعودية التي جعلتهم رجال أعمال وأصحاب قنوات.. فكيف يُقدر أناس يجلسون في الصف الأمامي وبشار الأسد يشتم المملكة ويهينها؟ مما يطرح سؤالاً هو: هل هؤلاء السعوديون يديرون أموالهم أو حتى يعلمون حجم تأثيرها أو فائدتها للأمة؟ في الواقع لا أظن.
إنهم في الإعلام؛ لأنهم تجار ولا تعنيهم القوة التي المفترض أن تملكها بلادنا إعلامياً بهذه القنوات، ونريد أن تستخدم لصالح الموقف السعودي الذي كان وما زال شريفاً نزيهاً مع القضية السورية ومناصرتها، فكيف بإعلام يتبعها أن يغرد خارج السرب أو يخالف التوجه ويمد يده مصافحاً من يعمل على تقويض عملها وجهودها العظيمة في نصرة الشعب السوري وضمان استقراره وسعادته؟
إن المال في الإعلام لا يصنع المال فقط، بل يصنع الموقف ويغير الاتجاه ويهدم العوائق ويجبر أعوان الشر على إلقاء أسلحتهم، كما أنه يقف خلف الساسة مناصراً وداعماً فكيف وسياسة بلادنا تسعى للحق.