عبدالله محمد ملا

قال تعالى: فبما أغويتني لأقعدن لهم صراطك المستقيم، كان هذا جواب إبليس ومنطقه، وهي قيثارته التي عنيت.
فبما أغويتني فيها ما فيها من اللعب على وتر المظلومية!
على المستوى السياسي، نجد تلك الدولة التي لم تزل تلعب على وتر المظلومية – إسرائيل على سبيل المثال -، فتُخرج من ذلكم الوتر نغمات قاتلة، كاتبةً بذلك نوتة من المجازر هي وصمة عار على جبين الإنسانية.
عجيب هو أمر ذلك العازف المظلوم، وأعجب منه هو ذلك الجمهور الذي يتسلطن على ضربات أوتاره فتراه يدافع عن جرائمه الفاقعة وظلمه الجلي بحجة أن ذلكم العازف قد تعرض للظلم في فترة من فترات حياته!
قد كان ينبغي لمن ذاق الظلم أن يكون من أنصف الناس إطلاقاً، كيف لا وقد علم أن للظلم مرارة لا تعادلها مرارة.
لا يزال الطفل بداخلنا يتعجب من تصرف بعض الطوائف التي تعرضت في الماضي للاضطهاد، وكيف استحالت إلى وحوش كاسرة تفتك بالآخرين بلا هوادة. هذا التعجب الطفولي يمثل، وبلاشك، المنطق الإنساني السليم. إلا أن هذا المنطق لا ينساغ في عقول من تلوثت نفوسهم بالعنصرية، إذ إنهم يعتقدون أن الإنصاف والنصرة وكل القيم النبيلة هي حكر على أبناء معتقدهم، فهم يتحاكمون فيما بينهم على أعلى مستويات العدالة.
وأما الذين هم على خلاف معتقدهم فليس لهم من الحقوق إلا ما يُسد به الرمق وهم إن فعلوا، إنهم إذاً لمن المحسنين!
تعددت الطوائف والأعراق والأديان وتشابه المنطق، ذلك بأنهم قالوا ليس علينا في الأميين سبيل. ويبقى السؤال، هل نحن من أهل المسطرة الواحدة، أم أننا لا نختلف عنهم كثيرا في الواقع؟!