دهشت الدكتورة حنان عطاالله وتألمت من الفكرة العنصرية جداً جداً! -حسب وصفها- التي طرحها برنامج الاسكتشات، وواي فاي في حلقة الثامن من رمضان، حسب ما كتبت أمس في صحيفة الرياض. معتبرة ما عرض سقطة كبيرة للبرنامج.
ربما نسيت الدكتورة حنان، أن العاملين في الدراما السعودية، هم جزء من مجتمع، وليسوا ملائكة أو أنبياء، وربما غاب عنها أن مشكلة الدراما في بلادنا أنها كمصطلح وفعل لم تستقر في الساحة المحلية، ولم يوجد كخطاب معرفي يوجهها. لدرجة أنك تلحظ كثيرا في الصفحات الفنية التي درجنا على أنها معنية بالدراما والفنون تمارس خلطا معرفيا، فهناك من يضع الدراما والتراجيديا كمتقابلين، وهناك من يخلط بينهما وبين المونودراما وعدم طرح المسألة إعلاميا -صحفيا بالذات- أو مراجعة قضايا الدراما والفنون كأثر إنساني عام.
ولعل غياب التأهيل، وتفشي المحسوبيات، بما يمكن تسميته الفساد الفني أفضى إلى شيء من عدم النمو المعرفي لدى جل العاملين سواء في الصحافة الفنية، أو حقل الدراما نفسه، وبالتالي حال دون حضور ثقافة بصرية أو خلق حالة معرفية فنية في المجتمع.
وتنامت ظاهرة أن مجموعة كبيرة من الأميين -أعرف بعضهم شخصيا- باتوا يتقدمون صناعة الدراما في البلد، وبعضهم صار منتجا ومخرجا، في حالة مضحكة ومؤسية في آن.
الخطاب الفني/البصري في فضائنا بكل اتجاهاته (دراما، نحت، تشكيل، تصوير، موسيقى وغناء) لم يحظ بأي اهتمام في الدراسات الأكاديمية –حسب علمي القاصر-، رغم أننا أصبحنا في العقد الأخير نعيش عصر الصورة بامتياز، نتنفسها ونستقبل عدداً لا نهائياً منها يومياً، تتقاطع مع عوالمنا، وقيمنا، والمثل التي تأصلت فينا، لكننا نظل مستسلمين لهذا السيل الهادر من هجمات الصورة، دون فهم أو إدراك لآليات اشتغالها، فنعيش واقعاً بصرياً، فيما تظل رؤيتنا ونظرتنا لفظية/كلاسيكية بحتة.
ونظل نحيا في هذه الأمية البصرية أمام الشاشة دون أن نحظى بمن يسعى لتحطيم هذا الحاجز الحضاري بيننا وبين ثقافة الصورة والمشهدية خاصة في الدراما سواء مسرحية أو تلفزيونية، وأتردد طويلا حتى أقول سينمائية! ربما غاب عن الدكتوره حنان، أن عددا من المسترزقين، والأدعياء ولا أتردد في القول الحرامية باتوا ينتجون ويقدمون ما يعتبرونه دراما. فأي نتاج يمكن انتظاره ممن ولج الحقل عباطة وفهلوة! ممن لا يفقه، إلا حشو جيبه بالفلوس، والتهريج على خلق الله المساكين؟!