اختصر فضيلة الشيخ الدكتور سلمان العودة، مقالته إلى مجلة المجتمع في تغريدة قصيرة يشير فيها بالموجز إلى أن هناك خطا ثقافيا وإعلاميا واضحا هدفه تخويف المجتمعات المسلمة من الإسلاميين وتصويرهم أمامها بصورة مغلوطة.
وأنا هنا لا أناقش مقال الشيخ العزيز لأنني بالفعل لم اطلع عليه ولكنني أقف مع لب مختصره لهذا المقال، وقد تفانا إيجازه بتغريدة قصيرة.
التغريدة نفسها تحمل التبرير وهي لوحدها - بدراسة تفكيكية - تكفي للرد على فضيلة الشيخ.
هي تعني بالاعتراف أن هذا الخط الثقافي والإعلامي قد وجد في تصرفات حركات الإسلام السياسي ما يثير الخوف، ولم يكن لهذا الخط الذي يتحدث عنه الصديق الغالي أن يبدأ هذا التخويف لولا أن هذه الحركات الإسلامية بالقصص والشواهد والسلوك قد أعطت رجل الشارع العادي ما يثير مخاوفه ويستفز مشاعره ويتقاطع مع السلوك الإنساني الفطري الطبيعي.
تقول إحصاءات قوقل نفسها إن المجتمع الكوني قد تبادل حتى اليوم ما يقرب من مئة مليون مقطع لتكراريات يوتيوبية يبدو فيها القتل البارد الرخيص سلوكا نمطيا يفعله الداعشي، وفي كثير من الحالات المؤلمة يقدم عليها وهو في نوبة ضحك هستيرية.
وبالطبع سيرد علينا أبو محمد بموقفه الواضح حول البراءة من داعش وأنها لا تمثل خطا ولا خيطا للإسلاميين ولا للإسلام، وهو محق ولكن: عليه أن يعلم أن حركة الوعي المجتمعي أيا كانت تستخلص نتائجها من تراكمات التجربة. القاعدة من قبل داعش هي الوليد الشرعي لفكر طالبان الذي ضرب بقنابله في خريطة العالم الإسلامي خلال 15 عاما، وبالإحصاء، بما يقرب من 2700 عملية إرهابية مقابل 13 عملية فقط، وبالبرهان خارج الخريطة الإسلامية.
مقطع داعش عن قتل المسلمين لمجرد السؤال عن صلاة الفجر تم تداوله في المجتمع السعودي وحده ما يقرب من 23 مليون مرة. سودان البشير الذي يتلبس عباءة الإخوان تجعله اليوم بامتياز مع آخر عشرين دولة في كل مؤشرات الحريات ومسابر التنمية الدولية. بوكو حرام تجربة تتلبس الإسلامية بينما قتلاها من المسلمين في نيجيريا أكثر من 80%، وأنا هنا لا أفرق أبدا بين ضحايا القتل الأبرياء في أي مكان أو زمن. والخلاصة أخي فضيلة الشيخ: إنه لا يوجد خط للتخويف الثقافي والإعلامي تجاه الحركات الإسلامية. هذه الحركات نفسها هي من يصدر هذا الخوف من سلاحها الإعلامي الخاص حين تبثه إلى الملايين في المجتمعات الإسلامية.
الخلاصة الأخيرة: إن هذه الحركات قد استخدمت بدهاء وذكاء ثورة التواصل الاجتماعي الإلكتروني حتى انقلب هذا السلاح عليها ليصبح سلاحا ضدها بيد وفي جيوب كل أفراد الشعوب، لا من الخط الثقافي والإعلامي.