ناصر عليان الخياري

من أبجديات الطب، أن الطبيب مؤتمن على مريضه؛ فللمريض حقوق يفترض أن الطبيب لا يبخسها، لكن المفروض شيء، والواقع شيء آخر.
في الآونة الأخيرة، برزت ظاهرة أطباء الـ5 دقائق، وهم أولئك الأطباء الذين لا يتجاوز بقاء المريض عندهم أكثر من خمس دقائق، دون مراعاة لاستكمال الفحص، أو استيفاء الأسئلة الضرورية للحالة، فضلا عن حرمان المريض من حقه في معرفة تفاصيل حالته، والفحوصات المخبرية، أو الأشعة وغيرها.. ومدى ضرورتها، أو آثارها الجانبية المتوقعة.. فضلا عن شرح تفاصيل العلاج الذي يقرره الطبيب، وآثاره الجانبية، ومدى تعارضه مع أمراض أخرى يعاني منها المريض، أو أدوية أخرى.
الطبيب في المستشفى الحكومي، قد نلتمس له العذر؛ بسبب ارتفاع أعداد المرضى وطابور الانتظار؛ لكنه يستحيل أن تجد عذرا لطبيب في عيادته الخاصة، أو في مستشفى خاص؛ فضلا عن خسارة المريض المادية التي يدفعها كتكلفة للدخول على هذا الطبيب، ليجدها تتضاعف حينما يكون وقت الفحص، والشرح خمس دقائق فقط؛ ليتركه متجها إلى غرفة العيادة المجاورة ليلتقي بمريض آخر يكرر معه نفس الممارسة!.
أين شرف المهنة يا أطباء الـ5 دقائق؟ أين حق المريض؟ أين مقابل ماله الذي دفعه كتكلفة الاستشارة؟.