ما الذي يدفع شابين للاعتداء على والدهما المسن، وضربه، والتسبب في وفاته دماغيا، في شهر رمضان!، وما الذي يدفع شابا على قتل والدته بـ6 رصاصات من رشاش كلاشنكوف وهي صائمة في نهار رمضان!، وما الذي يدفع شابا لقتل والده خلال الشهر الفضيل وإحراق مكتبه، ومغادرة المكان!.
ثلاثة جرائم خلال يومين فقط في بلادنا، قد تكون هناك جرائم بشعة كهذه لم أقرأ عنها، ربما تحدث جرائم أكثر بشاعة قبل نهاية الشهر.
ما مناسبة الحديث عن ذلك؟، أود القول إن علينا مواجهة أمراضنا الاجتماعية بشجاعة.. لم يعد العالم ساذجا لتنطلي عليه أعذارنا البليدة.. لم يعد ثمة إمكانية لقبول عذر المرض النفسي، وإدمان المخدرات، وغيرها.
اقتنع الكثيرون ـ بطلعة الروح ـ أننا مجتمع كسائر مجتمعات الدنيا، فينا السوي، ومنا غير ذلك، وكنا طرائق قِددا، وأن إنكار هذه الجرائم لن يجعل منا فرقة ناجية، وكما قيل اكذب فقد يصدقك بعض الناس كل الوقت، وقد يصدقك كل الناس بعض الوقت، ولكن لن يصدقك كل الناس كل الوقت!.
أول خطة بعد الاعتراف بهذه الجرائم، أن نعترف باختلاف الثقافات بين الآباء ـ كبار السن تحديدا ـ وأبنائهم.
كلكم تحفظون القول الشهير: لا تؤدبوا أولادكم بأخلاقكم، لأنهم خلقوا لزمان غير زمانكم. ما كان يجد صدى لديك عندما كنت شابا يافعا ـ وأنت اليوم طاعن في السن ـ قد لا يحظى بذات الاهتمام لدى أبناء هذا الزمن. من المناسب جدا تغيير لغة خطابك مع أبنائك، وألا تأطرهم على عاداتك، أيا كانت قناعتك بجدواها وقيمتها. تزداد الحاجة لذلك كلما اتسعت الهوة العُمْرية بينكم، ومن باب الاستدراك لا بد من القول إن الأمر لا يختص بتربيتهم وتعويدهم على الأخلاق الفاضلة كالصدق والأمانة، هذه فضائل لا يطويها زمان ولا يحدها مكان، إنما الأمر يتعلق بالعادات والأعراف التي تعتقد بصلاحيتها لهذا الزمان.
- هل هناك أسباب أخرى قد تكون دافعا لمثل هذه الجرائم البشعة. فكروا معي قليلا. وللحديث بقية.