بالحسابات البديهية، كل المخرجات التي تظهر لساحة المجتمع السعودي هم عود من نفس الحزمة، وهم نتاج طبيعي لبناء الإنسان لدينا، سواء من خلال التعليم، أم العادات والتقاليد، أم حياتنا اليومية.
البعض حمّل التعليم كامل مسؤولية هذه المخرجات من خوارج القرن وآخرهم قاعديو شرورة، والصحيح أن التعليم ذاته ـ وعلى مدى العقود الأربعة الماضية ـ هو الذي خرج لنا كافة شرائح المجتمع، وأنتج لنا العالم، والقاضي، والكاتب، والمعلم، والرياضي، والمثقف، والجاهل، والمحامي، والطبيب، وقس على ذلك.
خذوا القضية من الجانب الثاني؛ هل خوارج القرن الذين يتحينون الفرصة لغرس سكاكين حقدهم في جسد الوطن السعودي الكبير أتوا نتاج الفقر أم نتاج الفكر الضال؟ الحقيقة تقول إن بعضهم أبناء أسر غنية، وبالتالي ليس لعقوقهم تبرير منطقي، وقد يكون لمن حقنهم وغسل عقولهم النصيب الأكبر من ذنب عقوقهم وضياعهم وإفسادهم وضلالهم.
تابعت أكبر قدر ممكن من الجوامع بعد أحداث أول جمعة في منفذ الوديعة في شرورة، فوجدت صمتا مطبقا ودعاء الأئمة والخطباء على المنابر يتعلق بالمجاهدين في كل مكان، ولم أسمع دعاء واحدا لشهداء الواجب الذين خرجوا من عند أطفالهم وأسرهم حماية للوطن، ولكنهم لم يعودوا لأن يد الغدر من خوارج القرن امتدت إليهم وقت صلاة الجمعة، وقتلت أنفسا بريئةـ وسيأخذون حقهم من الخونة أمام الواحد الديان.
التعليم لا ذنب له في مخرجاتنا، فنحن هكذا نرتب عيدان الحزمة مع حاطب ليل، ونأخذ العود من ذات الحزمة، ففيهم شقي، وفيهم سعيد، وفيهم مخلص لوطنه، وفيهم عاق، وبين هذا وذاك أنماط بشرية من أيام مقتل بعض كبار الصحابة، رضوان الله عليهم جميعا، إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
ثقوا تماما أن المكر السيئ لا يحيق إلا بأهله ولكن احترسوا من عيدان الغروب الصامتين في الداخل، و(أنذر عشيرتك الأقربين).