حث 23 عضوا بمجلس الشيوخ الأميركي الرئيس باراك أوباما في رسالة أول من أمس، على اتخاذ موقف حازم من إيران بعد انتهاء جولة ثانية من المحادثات الخاصة ببرنامجها النووي في العاصمة النمساوية فيينا.
وتماثل الرسالة الصادرة عن أعضاء ديموقراطيين بمجلس الشيوخ وعضو مستقل تلك التي أرسلها مجلس النواب إلى أوباما الأسبوع الماضي وطالبوه فيها بأن يصر على إبرام اتفاق نهائي لا تستطيع إيران بموجبه بناء أو شراء أي سلاح نووي.
ووقع على رسالة مجلس النواب 395 من بين الأعضاء البالغ عددهم 435 عضوا وأرسلت في الوقت الذي عقدت فيه القوى الست العالمية اجتماعا مع إيران لإقناعها بالحد من أنشطتها النووية.
وقال أعضاء مجلس الشيوخ في رسالتهم إنهم أيدوا نهج أوباما السير في مسارين متوازيين وهما العقوبات ضد إيران والتفاوض معها، لكنهم طالبوه بإجراءات صارمة من الشفافية والتحقق للتأكد من أن إيران لن تحصل على سلاح نووي.
ويتخذ الكونجرس منذ وقت طويل، موقفا أكثر تشددا من موقف البيت الأبيض تجاه إيران لكن رسالة أول من أمس تظهر مدى حساسية القضية حتى بين أعضاء الحزب الواحد.
ونشر مكتب العضو بمجلس الشيوخ كارل ليفين الرسالة التي أرسلها أعضاء مجلس الشيوخ لكن ليفين وكثيرين من أعضاء هذه المجموعة لم يوقعوا على الرسالة التي أرسلها الأسبوع الماضي 83 من زملائهم.
واتخذت تلك الرسالة التي كان وراءها الديموقراطي روبرت مننديز، موقفا أكثر صرامة، إذ حثت أوباما على الأصرار على أن ينص أي اتفاق نهائي على أن إيران ليس لها أي حق أصيل في التخصيب بموجب معاهدة حظر الانتشار النووي.
إلى ذلك يبدأ الرئيس أوباما اليوم جولة تشمل أوروبا والمملكة العربية السعودية ويهدف من خلالها إلى طمأنة حلفاء واشنطن حول قضايا عدة، أبرزها التوتر مع روسيا على خلفية الأزمة الأوكرانية، والمفاوضات النووية مع إيران.
وستسمح الجولة المقررة منذ مدة طويلة للرئيس الأميركي بالتنويه بالتقدم الحاصل في عملية تفكيك المواد النووية في القارة العجوز، وهي الأولوية التي حددها اعتبارا من ولايته الأولى في 2009.
ويعد موضوع الأمن النووي في صلب الإرث السياسي الذي يريد أوباما أن يخلفه.
وبالرغم من أهمية تلك القضية، من المتوقع أن تطغى أزمة إلحاق شبه جزيرة القرم بروسيا على محادثات قمة الأمن النووي في لاهاي، بعدما فشل الأميركيون والأوروبيون في تداركها.
ويبدو أن واشنطن أصبحت مدركة لاحتمال أن تشكك الدول الحليفة بصلابة موقفها، ولذلك سيعقد اجتماع ثلاثي بين أوباما ونظيرته الكورية الجنوبية ورئيس الحكومة الياباني في لاهاي، حيث سيلتقي أوباما أيضا على هامش القمة نظيره الصيني شي جيبينج.
واشنطن: الوكالات