بعد أيام من استنكار المملكة للافتراءات التي أطقلها رئـيس الوزراء نوري المالكي، ومـزاعمه بدعم الريـاض للإرهـاب، لجأ مجلس محافظة البصرة إلى منع دخول البضائع السعودية، وحظر تداولها في الأسواق، وسط تأكيدات خبراء اقتصاديين بعدم تأثير القرار على الصادرات السعودية.
وفيما أكد مسؤول العلاقات العامة بهيئة تنمية الصادرات السعوديـة، فراس أبا الخيل، أن المقاطعة أعلنت إعلاميا ولم تصل بشكل رسمي للهيئة، أبلـغ الوطـن أمين عام اتحـاد غــرف دول مجلس التعاون عبدالرحيم نقي، أن القرار مزاجـي، ولم يـراع الأوضاع التي يعيشها الشـعب العـراقي، مضيفا الأثر الاقتصـادي على المستوى البعـيد سيكون عـلى الجانب العراقي، بحكم أن الجانب السعـودي يملك المرونـة والاقتصاد الذي يعتـمد على منتجات القطـاع الخاص، إلى جانب المنافذ البريـة والبحرية المتعددة، وهو ما يفتح نوافذ جديدة للصادرات.
وعدّ الخبير الاقتصادي عبدالرحمن الصنيع، التأثيرات الاقتصادية للقرار على المملكة أنها لا تصل حتى إلى 1%، مقارنة بالعراق، الذي سيتأثر اقتصاديا بنسبة 70%.
في الوقت الذي ترددت فيه أنباء عن تأكيدات بمنع محافظة البصرة العراقية دخول منتجات الشركات السعودية، أكد مختصون واقتصاديون لـالوطن عدم تأثير هذه القرارات على السوق السعودي، حيث أعلن يوم أمس مجلس محافظة البصرة عن قرار يقضي بعدم التعامل مع الشركات السعودية ومقاطعة منتجاتها من خلال منع استيرادها عبر المنافذ الحدودية البرية والبحرية الواقعة ضمن الحدود الإدارية للمحافظة وعدم السماح بتداولها في الأسواق المحلية. من جانبه، قال مسؤول العلاقات العامة في هيئة تنمية الصادرات السعودية فراس أبا الخيل، أن الهيئة لن تعلق على مثل هذا الحدث الآن حتى يتم التأكد، مشيراً إلى أن أسباب المقاطعة تلك لم تصل بشكل رسمي للهيئة إلا أنه تم الاطلاع عليها إعلامياً، كما أكد أمين عام اتحاد غرف دول مجلس التعاون الخليجي عبدالرحيم نقي في تصريح لـالوطن أن الرد على مثل هذا القرار ينبغي أن يكون رداً خليجياً متكاملاً ليكون لمجلس التعاون موقف وتنسيق موحد لما له من تأثير على العلاقات بين الشركات التجارية بين هذه الدول، ومثل هذا القرار لا يربط بالقرارات السياسية التي تتخذها الحكومة العراقية، وأضاف مثل هذه القرار يعد غير مدروس حتى وإن كانت هناك قطيعة بحكم الصعوبات التي أوجدتها القوات الأميركية على مداخل الحدود بين العراق والسعودية. وتابع: السوق العراقي يعد واعداً للمنتجات السعودية، وهناك كثير من المنتجات الوطنية إلا أن الأثر الاقتصادي على المستوى البعيد سيكون على الجانب العراقي بحكم أن الجانب السعودي يملك المرونة والاقتصاد، الذي يعتمد على منتجات القطاع الخاص إلى جانب المنافذ البرية والبحرية المتعددة وبإمكانهم الاستعاضة عن هذا السوق. وأبان نقي هذا القرار يؤكد مدى مزاجية وعدم قراءة الاقتصاديين في العراق. وقال: ينبغي ضرورة قراءة مثل هذا القرار بشكل جيد حتى لا يتأثر الشعب العراقي كذلك بمثل هذا القرار، والذي سيعرض اقتصادها للتهريب لأن المنتجات السعودية أثبتت جدواها عالمياً وهم بحاجة أكثر للاستثمارات السعودية. وأضاف: نحتاج لمزيد من التأكد إن كان مثل هذا القرار سيادياً أم لا، لأن البصرة مجزأة على العاصمة بغداد وكذلك أربيل العراق، مقدرا حجم التجارة البينية بين الرياض وبغداد بـ1.3 مليار دولار. إلى ذلك، أشار الخبير الاقتصادي الدكتور عبدالرحمن الصنيع لـالوطن، إلى أن الروابط الاقتصادية بين المملكة والعراق تعد فاترة نوعاً ما منذ حرب الخليج، مبيناً أن التأثيرات الاقتصادية لهذا القرار على المملكة لا تصل حتى إلى 1%، مقارنةً بالعراق والتي ستتأثر اقتصاديا بنسبة 70%.