يمكن القول إن برنامج خواطر الذي يقدمه المذيع السعودي أحمد الشقيري هو أول برنامج عربي من نوعه، يستمر لـ10 سنوات في أجزاء متفرقة، وهذا لم يحدث مع هذه البرامج التي تقوم على التثقيف وتقديم المعلومة، باستثاء برامج التقديم المباشر، وطبعا المسلسلات الدرامية، ولعل منها طاش ما طاش الذي ضرب رقما جيدا بالجزء الـ18.
ولكن على مستوى المذيع نفسه، هناك مذيعون استمروا في تقديم برامجهم بالاسم نفسه سنوات طويلة، فـأوبرا وينفري مثلا واصلت تقديم برنامجها لأكثر من 17 عاما، ولاري كينج استمر نحو 25 عاما، غير أن مثل هؤلاء المذيعين يتواصلون مع مشاهديهم على مدار العام بينما الشقيري يظهر فقط في رمضان وهذا فرق لصالحهم.
ما يمكن أن نعده لصالح الشقيري، هو أن برنامجه عالي الكلفة ويتطلب السفر والتنقل وصرف مبالغ طائلة، مقارنة بكلفة إستوديو وعدد من الضيوف وربما جمهور يحضر مجانا، وبحسب المعلومات المتوافرة فإن برنامج خواطر يكلف تقريبا 4 ملايين دولار (15 مليون ريال) ويعد هذا رقما عاليا في عرف البرامج التي تقوم على مقدم واحد، لكن البرنامج ليس كذلك في عمقه وحجم مصروفاته.
الشقيري جمع بين الوثائقية والتقديم المباشر وعمل الحوارات مع الأشخاص أصحاب الصلة في القضية التي يطرحها، وأحيانا يلجأ للدراما إذا لزم الأمر.
نجاح برنامج خواطر يعود إلى تنوع الأفكار والأماكن والصور والبشر في كل حلقة، فيمكنك أن تشاهد مقدم البرنامج يقف داخل مصنع في اليابان، ثم يمر من شارع في أميركا، ويتحدث إلى سيدة في الهند في نفس الحلقة، والميزة الأجمل أن كل هذه المشاهد والصور تحمل الموضوع ذاته، وحتى لو كانت الفكرة عادية والمعلومات مستهلكة يعمل فريق البرنامج على إثراء العين إخراجيا ليتحول الحس بصريا بالكامل.