فوائد كثيرة سيجنيها العالم مما حدث في العراق، فقد انكشفت القوة الإيرانية المزيفة وظهرت ـ لكل المنبهرين بها من الذين داعبت أحلامهم فكرة الثورة على بلادهم بتشجيع الشبيح الإيراني

سلمان رشدي، روائي بريطاني من أصول هندية يكتب في الواقعية السحرية.. كتب رواية في ثمانينات القرن الماضي، سماها آيات شيطانية، مليئة بالنقد المحمل بالشتائم للهندوسية والسيخية والإسلام، بل وللنساء في بريطانيا، لكن الشبيح الإيراني وجدها فرصة لاستغلال العاطفة الإسلامية المضطربة عادة بسبب الفجوة بين الفرد المسلم ودينه من جهة والعلوم العقلية من جهة أخرى، ليخرج الخميني بفتوى انتشرت في كل مكان بإباحة دم سلمان رشدي لتستغل الميديا ذلك في شتم الإسلام وتصويره بالدين الإرهابي.. الخ.. الغريب أن الفتوى الدموية لم تنفذ وعاش المدعو سلمان ليبلغ هذا العام 68 عاماً، ويتنقل بين خمس زوجات فنانات وعارضات أزياء بعد أن حولته إيران وخمينيها لبطل وروائي عظيم.
في الواقع، ليست الحكاية الفارغة الوحيدة من حكايات الشبيح الإيراني وصورته في أذهان العامة الذين سقطوا في فخه منذ الثورة الإسلامية التي قادها الخميني وأسقطت إيران في فخ ديكتاتورية الملالي، فهرب الشعب ليبيع فلافل في شوارع لندن ونيويورك، مادام سيتنفس الحرية ويربي أولاده دون أن يعدموا لأسباب واهية، (800 حكم إعدام تنفذ سنوياً في طهران)، أو تغتصب بناتهم أو يودعن السجون إذا رفضن، كالشاعرة بروين غفارخاني التي أحرقت نفسها في السجن بعدما سجنت لرفضها زواج المتعة بأحد الملالي.
في الموصل، شاهدنا كيف فر الشبيح الإيراني مخلفاً خلفه ملابسه الداخلية وأسلحته صارخاً لا طاقة لنا برجال العروبة في العراق، ليصرخ المبعوث الأميركي في وجه المالكي متعجباً كيف يهرب جيش نظامي أمام عصابات داعش؟!
في الحقيقة، المالكي لا يرغب في قول الحقيقة، وهي أن داعش مجرد مجموعة صغيرة تستفيد من الوضع الراهن، بينما من طرده من الموصل هو الشعب العراقي، لكن كلمات كإرهاب وداعش، ستجعل أميركا تتعاطف معه هو ومريدي الشبيح الإيراني الذي لا يستطيع نصرته، مع رجال يذكرهم جيداً لأنهم يشبهون أجدادهم الذين أخرجوه يوماً من العراق عارياً ذليلا.
في تجمع المعارضة الإيرانية في باريس الأسبوع الماضي، قال الجنرال جون كيسي القائد الأسبق للقوات الأميركية في العراق: إن إيران شجعت الطائفية في العراق، وذكر قصة قبضهم على مجموعة من الإيرانيين وبحوزتهم خريطة تقسيم العراق، مما يؤكد أن هدف الشبيح الإيراني هو تفتيت العراق وخلق دويلات مقسمة من كيان عظيم اسمه العراق، وهذا ما أيقظ الشعب العراقي ليثور على الشبيح الإيراني المالكي.
إن من العار أن يدعي المالكي أن من كشف تهافت جيشه وضعفه هم داعش، وبالمناسبة، أمير داعش البغدادي كان سجيناً لدى المالكي، فكيف خرج من السجن ليصبح قائداً لتنظيم إرهابي كداعش إلا إذا كان تنظيم داعش نفسه حيلة ليصدق العالم أن الشبيح في سورية والعراق هو جندي سيحميهم منه؟
إن هناك فوائد كثيرة سيجنيها العالم مما حدث، فقد انكشفت القوة الإيرانية المزيفة وظهرت ـ لكل المنبهرين بها من الذين داعبت أحلامهم فكرة الثورة على بلادهم وعروبتهم ومجتمعهم بتشجيع الشبيح الإيراني ـ سخافة هذه الفكرة، فلن يمنحهم سوى الكلام، والكلام لم يؤذ سلمان رشدي أبدا.