إنها الأهرام في مصر.. هي أعظم مشروع اقتصادي في التاريخ، بحسب وجهة نظر جون ماينارد كينز الاقتصادي البريطاني الذي أنقذ الرأسمالية من
إنها الأهرام في مصر.. هي أعظم مشروع اقتصادي في التاريخ، بحسب وجهة نظر جون ماينارد كينز الاقتصادي البريطاني الذي أنقذ الرأسمالية من الانهيار في عشرينات القرن الماضي بعد الكساد العظيم الذي ضربها.
كينز كان يقول: إن الاقتصاد في أوقات الركود يحتاج لمشروع ضخم لا قيمة له في حياة الناس يحرك الاقتصاد مثل الأهرام أكثر من حاجتهم لمشروع نافع مثل بناء سكة قطار بين لندن ويورك.
والسبب في هذا بسيط لأننا لا نستطيع سوى بناء خط قطار واحد يصل بين لندن ويورك، أما الأهرام فلأنها عبارة عن مقبرة كبيرة فإننا نستطيع أن نبني منها كل يوم هرما ولن ينتهي الأمر.
للأسف لا يوجد لدينا أهرام تحرك الاقتصاد بصورة كينزية في المملكة لأن أي هرم سنبنيه هنا لن يبنيه أبناء هذا الشعب بل عمالة وافدة رخيصة. ولذلك فإن الدفاع عن هذه المشروعات التحفيزية في المملكة أمر غير مجد وهذا سبب فشل الفكر الكينزي لدينا.
ومع ذلك تبقى المشاريع الجوفاء الضخمة مهمة للاقتصاد بشرط واحد وهو أن تديرها الحكومة وتنفق عليها.
في الناحية الأخرى هناك الفقاعات وهي مصدر تحفيز وتوظيف، ولكنها خطيرة لأنها تدار بأيدي المضاربين والهدف منها استغلال السيولة الزائدة من خلال تضخيم الأصول.
كم شركة سمسرة مالية فتحت ووظفت العديد من الشباب خلال فقاعة الأسهم المحلية وكم شركة إعلانات وعلاقات عامة وتسويق عقاري فتحت أبوابها ووظفت خلال فقاعة دبي العقارية.
أنا أشتاق للفقاعات لأنها أعطت الكثيرين فرصة للثراء وحركت المياه الراكدة، ولو أن الناس يخرجون منها قبل انفجارها لكسبوا الكثير.
ولأنه من الصعوبة الاستفادة من الفقاعات لدينا فلنبقى مع المشاريع الجوفاء التي لن تنفعنا إلا إذا كانت من أموال الدولة وتذهب لتوظيف المواطنين ودعم الصناعات المحلية.
هذا لم يحدث ولن يحدث لدينا لأن الأموال تذهب لفئة محدودة تدير ملايين العمالة الوافدة.
ويا ترى كم خط حديد سنبني بين مكة وجدة؟ واحد، ولهذا ذهبت فرصتنا لنبني خطا حديديا سعوديا كينزيا كذلك وللأبد.