وكما قال أحدهم: لم يغطّ على مسلسلات رمضان بما فيها من دراما وكوميديا إلا أخبار داعش، ويبدو أن الأمر بدأ يأخذ منحى كوميديا بشكل كبير.
فمع أول يوم من الشهر الكريم، نُصّب البغدادي خليفة للمسلمين في موقف يدعو إلى السخرية، فلم يفعلها قبله المتطرف ابن لادن، وهو الذي أوقف العالم على ساق واحدة، وبعدها بأيام انفجر الجميع ضحكا وهم يقرؤون خطبة الخليفة، وهو يعلن أنه سيفتح روما.
طبعا كانت الخطبة بيانا موزعا، ولم يسمع صوته أحد حتى اليوم، ورغم كل هذا الضجيج الذي يحدثه داعش، لم ير أحد وجه خليفة المسلمين المزعوم بشكل مباشر، ولم يُسمع له صوت، ولم يخرج على الشاشة ليؤكد أنه فعلا حقيقة وليس خيالا أو مجرد تهويش، فنحن في حاجة إلى أن نتأكد أنه جاد ما يمزح، حتى على أقل تقدير نأخذ الموضوع معه بجدية.
أحيانا، أضحك مع من يضحكون ويسخرون من داعش وخليفتهم، وأحيانا أشفق عليهم وأحزن على ما وصلوا إليه من بؤس وشقاء، خاصة في زعمهم أن القتال هو الحل الأمثل لإصلاح حال المسلمين، متناسين تماما أن رسول الأمة لم يقاتل إلا من قاتله، ولم يرفع السلاح في وجه الذميين، وهم يتربصون بإخوانهم المسلمين لخلاف مذهبي.
ستستمر الدراما الداعشية، ويستمر معها الضحك الذي يشبه البكاء، ولكن هذا لا يعني مجرد المشاهدة، الوضع يتطلب تدخلا أمنيا عربيا؛ لوقف هذه المهزلة؛ حتى لا يكثر أنصارها ممن تنطلي عليهم هذه السخافات التي يلصقونها بالدين، وهي ليست منه في شيء، خلافا لدور المشايخ الكبار، فإما أن يحذروا الشباب من داعش أو يلحقوا به إن كانوا صادقين.