فايع آل مشيرة عسيري

ظلت الحقيقة غائبة وتائهة بين حقيقة حجب البرامج المجانية من جهة، التي تتيح للمستخدم تبادل مكالمات، أو رسائل مجانية من خلال الهواتف الذكية المحمولة بشكل مجاني على منوال سكايب.. فايبر.. واتس آب.. لاين ورؤية شركات الاتصالات ونظم المعلومات من جهة أخرى.. واستمرارها، خاصة حين تناقلت عبر قنوات التواصل الاجتماعي، والقنوات الفضائية والإخبارية خبر ذاك الحجب المزعوم.. في الوقت التي تتسابق فيه رسائل واتس آب الأكثر شعبية في الأوساط السعودية.. خاصة تلك الرسالة التي تقول: أرسلها لعشرة أشخاص وسيتحول البرنامج لعلامة ذات اللون الوردي.. وسيضمن لك البقاء في برنامج صديقنا المحبوب الـواتس آب في الوقت الذي تولد فيه مئات المواقع والبرامج التي تجتث كل جدران الحجب والمنع ذات الصبغة الخضراء.. والبعد عن ثقافة الأبواب المؤصدة.. والأقفال التي لم تعد ترى إلا في دكاكين العم حمزة..؟!
وفي ظل صمت شركات الاتصالات المطبق، وغير المبرر، الذي فسره البعض بالتهميش والتطنيش المعتاد للمستخدم، كما تفعل ردودهم الآلية نسعى لخدمتكم لاحقا.... وكان يجب عليها الإنصات، والاستماع بهدوء لصوت العقل والتجديد في تنوع أرباحها، ولا تقف في وجه كل تطور تقني.. ولا تنظر إلى سياسة الحجب على أنها الحل الأمثل. فهذه التطبيقات تحتاج للاتصال بشبكة الإنترنت، كما يحتاج الإنسان للهواء.. ولن تعمل بمعزل عن أنظار الاتصالات أو في ظلام الاختراق.. فالاتصالات هي من تدير نشاطاتها، وحركتها وهذه هي الفرصة الحقيقية الذهبية؛ كي تركز على مكاسبها من خلال حزم الاتصال الرئيس بالإنترنت، وليس من خلال تكلفة الاتصال الصوتي القديم، والرسائل النصية، والوسائط التي قد تحتاج إلى التفعيل الدائم.. خاصة أن تلك البرامج المجانية لا تحتاج لبنية تحتية ومعدات باهظة الثمن، وإنما تستخدم الشبكات المتاحة للاتصال بالإنترنت.
ومضة: يبدو أن شركة واتس آب ستعمد إلى تحقيق الكثير من الأرباح بموجب اتفاقية مع الشركات المشغلة للهواتف الذكية والمحمولة، كما هو حاليا مع شبكة الاتصالات الإندونيسية Telkomsel‏‏. فمد يد جسور التواصل أفضل من محاربتها وحجبها، في ظل تسابق عجلات التطور والتقنية المعلوماتية كل يوم.