الإبراهيمي يجد نفسه بين سندان 'النظام'.. ومطرقة 'مناهضيه'
بأكثر من 146 ألف قتيل، يقول المرصد السوري لحقوق الإنسان إن ثلثهم مدنيون، ذهبوا ضحية آلة نظام دمشق المتوحشة، تدخل الأزمة السورية اليوم عامها الرابع، في ملف هو الأكثر دموية في تاريخ العالم الحديث، بحسب ما يراه سوريون، يُناهضون بقاء بشار الأسد على رأس السلطة في سورية. الرقم أكبر من ذلك بكثير، مقروناً بالمشردين، واللاجئين في دول الجوار، هذا بالإضافة إلى المعتقلين، الذين يقتربون من حاجز المليون معتقل، والمفقودين في آنٍ واحد.
اليوم الخامس عشر من مارس 2014، تدخل سورية، عام الدم الرابع، والحال على ما هو عليه، برئيسٍ سلطوي لا يجد إشكالاً في الترشح إلى انتخاباتٍ رئاسية جديدة بعد أشهر، رغم ما خلفته الحرب التي قادها الأعوام الماضية على شعبه من قتلٍ وتدمير وتشريد، وبين معارضةٍ مترهلة، أو على أقل تقدير متشرذمة، وصمتٍ دولي مُطبق. وعلى الرغم من الوساطات الدولية، التي وضعت دمشق نصب عينها، وبصرف النظر عن السياسة الدولية، المتمثلة بـالعصا والجزرة المحفوفة بـصمتٍ مُطبق، التي استخدمت دولياً مع نظام بشار الأسد، وسيل الاتهامات لقواته بتدمير سورية، حسب تقاريرٍ دولية، لا تزال الأزمة السورية الأكثر سخونةً على الأقل، خلال الأربع سنوات الماضية على الأقل.
دمشق التي تحرص دوماً على قطع الطريق أمام أي حلٍ سياسي، يُشير لو تلميحاً إلى ضرورة إزاحة بشار الأسد من رأس السلطة في سورية، عادت البارحة الأولى، لتهاجم الوسيط الدولي الأخضر الإبراهيمي، الذي عدته مُتجاوزاً لمهمته، حين تحدث جهاراً في بيانٍ قدمه للأمم المتحدة عن الانتخابات الرئاسية المقبلة في سورية، وعاد في مؤتمر صحافي لتهدئة لغة خطابه مع نظام الأسد، حين استشعر الدبلوماسي الجزائري نفسه، بين مطرقة نظام الأسد، وبين سندان المعارضة، التي تصفه بـالوسيط غير القادر على حلحلة الملف الذي يدفع الشعب السوري في نهاية الأمر فاتورته الباهظة.
وبحسب المعارض السوري كمال اللبواني عضو الهيئة السياسية للائتلاف الوطني السوري، الذي تحدث مع الوطن أمس عبر الهاتف، فإن المبعوث الدولي اضطر لمجاملة دول بعينها – لم يُسمها – حين خرج ببيانٍ هاجم فيه نظام الأسد، وعاد للتقارب مع النظام، أو تصحيح خطئه، حين تملص في مؤتمرٍ صحافي من الحديث مباشرةً عن ضرورة إيجاد حلٍ سياسي يكفل عدم وجود الأسد. وسلك المبعوث الدولي هذا المسلك، لضمان وجود خط عودة للتقارب مع نظام دمشق، لكن الأخيرة لم تتوان عن مهاجمته على الفور، حين عدته وللمرة الثانية منذ توليه هذه المهمة الدولية، متجاوزاً لمهمته، عندما تحدث عن مسألة بقاء الأسد من عدمها، وفسرته تدخلاً في شؤون دولة مستقلة، وهو ما قاد المعارض السوري اللبواني للقول الإبراهيمي شخص غير قادر على إنجاز هذه المهمة الساخنة. لم يفعل شيئاً في أفغانستان إبان توليه الملف الأفغاني، ولم يحرز أي تقدم حين توليه الملف العراقي. تُرى، ما الذي سيقدمه للسوريين؟ أعتقد أن الإبراهيمي وللأسف، لا يعمل لصالح الشعب السوري.
وبعيداً عن الشد والجذب في هذا الملف، قالت تسريباتٍ صحافية من العاصمة اللبنانية بيروت، إن وزير الخارجية السوري وليد المعلم، أدخل أمس أحد مستشفيات بيروت، لإجراء عملية قلبٍ مفتوح.
ويحظى الوزير المنحدر من أصولٍ دمشقية، الذي تولى ملف التواصل مع إسرائيل عبر رومانيا، حيث كان أول سفير لبلاده هناك، باهتمامٍ عال من قبل القيادة السورية إبان فترة الأسد الأب، والابن فيما بعد، بالإضافة إلى التيار السياسي اللبناني، المؤيد للنظام السوري، حيث أشارت التسريبات من لبنان إلى أن وزير مالية لبنان علي حسن خليل التابع لحزب الله اللبناني، زاره بعد وصوله مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت ليلة البارحة الأولى.