حذر إمام وخطيب المسجد الحرام بمكة المكرمة الشيخ الدكتور سعود الشريم، في خطبة الجمعة أمس، من الأنانية وحب الذات، المفضي إلى تقديم النفس رغباتها وشهواتها، دون الاهتمام بحقوق الآخرين العامة، ودون النظر إلى مصالح المجتمع الإسلامي والمسلمين.
وأوضح الدكتور الشريم أن كلمة أنا تبدأ بزهو نفسي ينتفخ شيئاً فشيئاً حتى يصبح ورماً عقلياً وخلقياً لا يحسن صاحبه بسببه نطقاً إلا بكلمة أنا ولا يباشر بسببه تعاملاً إلا بعد أن يقول وماذا لي أنا ليتشبه بأصحاب ركب الأنا من أمثال فرعون والنمرود وإمامهم إبليس لعنة الله عليه، حيث قال لخالقه ومولاه أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين.
وبين أن شريعتنا الغراء حضت على رفع النفس عما يشينها ومن ذلكم طبع الكبر والغرور والإعجاب بالنفس الذي يفضي إلى مراعاة مصلحتها على حساب أي مصلحة عامة أو خاصة.
وفي المدينة المنورة تحدث إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ عبدالباري الثبيتي في خطبة الجمعة أمس، عن معاني الموت والحياة الحقيقية والمجازية قائلاً إن الحياة ضدها الموت فحياة الأرض بالإنبات وحياة العقل بالعلم وأن الله عز وجل أنقذ عباده بالإسلام من موت الروح الذي هو أشد من موت الجسد.
وبين الشيخ الثبيتي أن من صور الموت، موت القلوب بضعف الإيمان، فالقلب الميت لا يعرف ربه ولا يهتدي بنوره، والحياة الحقيقية هي حياة القلب وعمر الإنسان مدة حياته هي ساعات عمره في البر والتقوى والطاعة.
ونبه إمام وخطيب المسجد النبوي المسلمين من الجهل عاداً الجهل موتاً وضياعاً للحياة وهو ضد العلم الذي هو ضياء للحياة ونور للبصيرة. كما أشار إلى أن المرء قد يموت بركود همته وعزيمته فتذبل حيويته ويغدو أسير الشهوات والملذات يتحرك معها وينشط لها وقد يموت معنويا بموت مشاعره وتجمد عاطفته فحركة المشاعر وتجاوبها مع الأحداث دليل الحياة وعلامة الإيمان وكيف لا تتحرك مشاعر المسلم مع ما يموج في شرق الأرض وغربها من فتن مترادفة تعصف بالأمة الإسلامية.
وحذر الشيخ الثبيتي المسلمين من ضياع الوقت وموته فموت الوقت هو موت الإنسان في الحياة ويفرز عواقب وخيمة في السلوك والأخلاق والعقيدة.