كأنه أراد الاطمئنان والمبادرة والمباركة، بعد انزياح كابوس الإرهاب في مصر.. زيارة ملكية قصيرة وفي الطائرة، لكنها ثمينة على القلوب التي راقبتها وتابعت المشهد.. مضى أسبوع ومازال الحدث الأبرز رغم ما طاله من البعض وباتت مبررات غيظهم من أي تلاق عربي معروفة.
لا يتعدى على اجتماع عربي- عربي إلا كاره للعرب ووحدتهم.. ويستهدف أمنهم من بني جلدتنا، وهم قلة من كثرة رفعت صادق الدعوات أن يصلح الله الأحوال.. وغالبية شعرت بما وصفه الكاتب الصحفي المصري مأمون فندي الطاقة الإيجابية التي سرت في جسد الوطن المصري ومواطنيه بمناسبة زيارة كبير العرب.
في مقالة بعنوان: قُبلة لحماة القبلة، نجح في تجسيد مشاعر العرب وليس المصريين أو السعوديين فقط، يقول فندي: من كان في مصر يوم هبوط طائرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله في مطار القاهرة، كان سيحس بتلك الطاقة الإيجابية التي سرت في جسد الوطن المصري ومواطنيه. كل المصريين على اختلاف توجهاتهم أحسوا برسالة الملك الذي أبى إلا أن يكون هو السباق بالزيارة ليرد على حملات أرادت النيل من مصر، وتحدثت بسلبية عن زيارة الرئيس المصري للسعودية. اللفتة الملكية الكريمة جعلت الرئيس السيسي يقبل رأس الملك بعفوية وبكهرباء الطاقة الإيجابية التي سرت في جسد جموع المصريين.... إنها فروسية الملك عبدالله وشهامته، وقيم الشعب السعودي والرسالة وصلت من الطائرة الملكية إلى ربوع مصر.. وفي الزيارة تهنئة وتضميد جراح لوطن مر بمحنة؛ ولذلك كانت القبلة لحماة القبلة بالنسبة لنا واجبة. انتهى.
نحتاج لمثل هذه المشاهد المتعاضدة، ونحن نتابع الفظائع التي تمر بها ليبيا واليمن وسورية، ثم حلت الكارثة في العراق، أو هكذا يظهرها لنا الإعلام.
والخلاصة: عندما يتواضع ويبادر ملك.. وقائد وقدوة بزيارة وإن كانت خاطفة، لكنها مبادرة وصفها المصريون بالتاريخية التي لا تنسى، وعندما يعتذر لمن يصغره بعقود من الزمن حتى ولو كان رئيس جمهورية لطبيعة الزيارة القصيرة.. هذه رسالة القيم.. والمهم اليوم أن مصر بخير، وتنهض وتتعافى، والأهم أن الملك عاد بالسلامة إلى أرض الوطن وهو بيننا مع حلول الشهر الفضيل.. كل عام وأنتم بخير.. رمضان مبارك.