لا أريد أن أثقل عليك بتكرار الحديث عن حلول الشهر الكريم, فأنت بالتأكيد قد تلقيت الكثير والكثير من رسائل التهنئة والمباركة بشهر الخيرات, ومررت على بضع توجيهات ونصائح رمضانية هنا وهناك.
غير أنني هنا أود الإشارة إلى ميزة مهمة يتميز بها شهر رمضان مقارنة بجميع المواسم الدينية؛ وهي أنه يعطيك العذر بذاته لأي اعتذار أو تراجع أو طلب مغفرة, فالبعض قد يجد صعوبة في نفسه أن يعيد الاتصال بصديق سبق أن فقده بسبب خطأ من صديقه وليس منه, والبعض قد يستصعب وصل ما انقطع مع زملاء وأصدقاء قدامى, لذا فهذا الشهر الكريم يساعدك على أن تكون أنت المبادر, دون أن تُقلل من قدرك ومنزلتك أمام الآخرين, حتى لو لم تكن أنت المخطئ.. فتشجع وكن أنت المبادر بالخير.
بالطبع هذه الفرصة تشمل جميع العلاقات الإنسانية بمختلف درجاتها, بداية من الوالدين والزوجة والأبناء, ثم الأصدقاء والزملاء, حتى مع عامل البقالة وهلم جرا, فلعلنا جميعا ننتهز فرصة هذه الأيام المباركة التي قد لا نشهدها مرة أخرى, فأعمارنا كما نعلم في علم الغيب, والله سبحانه وتعالى وحده يعلم من سوف يدرك رمضان القادم؛ ممن سوف يغادرنا في هذا الشهر الكريم.
صديقي.. هذا الشهر المبارك.. يدعوك لمراجعة صادقة لحقوق الآخرين لديك, هذا الشهر الكريم يدفعك أيضاً لتأديتها حتى قبل حلول أجلها, ليس فقط لإبراء الذمة, ولكن لإدخال السرور على قلب أخيك المسلم خلال أكثر أيام السنة بركة ومحبة.
أعرف أننا جميعاً متشبعون بالتوجيهات المثالية عن شهر رمضان, لكننا للأسف نسمع الكثير ولا نطبق منه إلا النزر القليل, وهو ما يختص فقط بالصيام وصلاة التراويح, دون أن نحقق روح الشهر الكريم بالتراحم والمودة بين أفراد المجتمع.. صديقي, انتهز هذه الفرصة.. فقد لا تتكرر مرة أخرى.