يقول سعادة الدكتور محمد السعيدي، من جامعة أم القرى تعليقاً على قصة المغفور لها بإذن الله، ناهد المانع إن إجبار هؤلاء على الابتعاث الدراسي ضرب من الاستبداد والاستعباد..، أما البروفيسور، سعد بن راشد العمار فيقول تعليقاً تويتراً على مقولة السعيدي ما الذي يمنع جامعة الجوف من إقرار برامج للدكتوراه في التخصصات التي تحتاجها الجامعة لتأهيل المرأة للتدريس بالجامعة. وبقدر حزني على قصة الشقيقة ناهد بقدر ألمي الشديد أن بيننا أساتذة جامعات مثل هؤلاء بذات التفكير والمنطق. الأول، كما تقول سيرته الذاتية على موقعه مشارك فاعل في أكثر من عشرين لجنة جامعية، والثاني وصل لأن يكون ذات يوم وكيلاً لعمادة الدراسات العليا بجامعته. هما لا يعلمان مثلاً أن القانون العلمي في الجامعات الحقيقية التي تحترم معايير الأستاذ الجامعي تحظر أن يكون خريجها من درجة الدكتوراه أستاذا بذات الجامعة، فما بالك بالعمار والسعيدي اللذين يدرسان بذات الفصول الدراسية التي كانا بها منذ المحاضرة الأولى للبكالوريوس حتى الجلوس لامتحان الدكتوراه. هذه جريمة أكاديمية. وحين يتحدث السعيدي مثلاً عن الاستبداد والاستعباد فهو أول من يعلم أن أنظمة التعليم الجامعي لم تجبر أحداً على التعيين على وظيفة معيد إن كانت ظروفه لا تسمح بالوفاء بكل متطلبات طريقها الشاق الطويل. هما يعلمان بحكم اللجان والمناصب أن في قوائم التعيين على الوظيفة نفسها من ينتظر هذه الفرصة بشغف ومستقبل حياة وعلى استعداد تام للوفاء بكل شروطها ولكن كسراً عشرياًّ في المعدل التراكم يمنح ذات الفرصة في بعض الأحيان لمن لا يستطيع استيفاء بقية الشروط، فلماذا لا تترك الفرصة لغيرها إن كانت أو كان لا يستطيع الوفاء بطلبات وشروط هذه الوظيفة؟
أما مقترح البروفيسور العمار فهو نكتة لطيفة تخرج من شفاه أستاذ جامعة، ومثله كثر، لا يفرقون بين بناء ورشة سمكرة وبين تصميم برامج دكتوراه في جامعة ناشئة بالكاد تبني قوام فصولها الأولى لمرحلة البكالوريوس. ومن المخجل تماماً أن من كان وكيلاً لعمادة الدراسات العليا في جامعته لا يعرف سيرة ومسيرة الأعراف الأكاديمية في البناء الشاق الطويل حتى تقرر جامعة ما فتح البرنامج العالي بعيد مرحلة الأساس. هو نفسه البروفيسور الذي فتح برنامج دكتوراه في جامعته في العام ذاته، الذي تم فيه قبول أول دفعة للبكالوريوس وهذه جريمة أكاديمية توازي جريمة وجوده أستاذاً بذات الجامعة مخالفاً للأعراف والقوانين.