مخرجو مباريات كرة القدم في المناسبات العالمية الكبرى مثل: كأس العالم، وبطولة القارات، والبطولات الأوروبية، أصبحوا في السنوات الأخيرة مهووسين بجميلات المدرجات، ربما أكثر من هوسهم بكرة القدم، وصارت لقطات الحسناوات المقربة جزءا من تقاليد نقل المباريات.
أتساءل وأنا أتابع هذا المونديال البرازيلي: هل يرسلون كشافين إلى المدرجات مثل كشافي المواهب التي اشتهرت بها كرة القدم، ليقتنصوا تلك الوجوه المرتوية بعصير البنجر، وفاكهة الآكيا قبل أن يركزوا كاميراتهم عليها؟ أم أن الكاميرا أينما وقعت ستقع على مناجم البرونز البرازيلية؟!
ولأن رصد الجمال في المونديال أصبح ظاهرة، فقد أقيمت مسابقة على هامش المسابقة في البرازيل؛ لاختيار أجمل مشجعة، وكما تعلمون فإن حظوظنا كعرب في هذا المونديال تقتصر على الفريق الجزائري الذي نتمنى له كل توفيق؛ لذلك نظم شبابنا مباراة حامية في وسائل التواصل الاجتماعي، خاصة تويتر وفيسبوك حول جميلات المونديال، وقام الشباب بتدشين الكثير من الـهاشتاقات حولهن؛ مما أثار حفيظة الفتيات العرب، وأصبحت بعض المجلات والصحف العربية تقدم النصائح حول أسرار الجمال البرازيلي، ولم تخل المدرجات من التقليعات في الملابس في الصيف اللاتيني الحار.
ردة الفعل الغاضبة جاءت من إيران، التي يشارك فريقها في هذا المونديال، يتبعهم بالطبع الكثير من المشجعين والمشجعات؛ ليكون للجمال العجمي الفاخر معرض في المدرجات، مما أغضب أعضاء في البرلمان الإيراني، خاصة بعد مباراتهم مع نيجيريا التي ركزت فيها الكاميرات عليهن.
قبل انطلاق المونديال الذي كنا نتوقعه ساخنا خارج الملعب بسبب الأوضاع الاقتصادية، والأحوال السياسية غير المستقرة في البرازيل، ولكن كان السبب أقرب من ذلك وألطف.. كان في المدرجات.