الدمام: يوسف الحربي

خلال أمسية في 'فنون' الدمام

أكدت الكاتبة الدنماركية كريستين تورب صعوبة النشر في الستينات التي بدأت فيها النشر، مقارنة بطبيعة النشر اليوم، حيث يغلب الطابع التجاري ويخلق تحديات جدية للشباب، ففي السابق كان من الصعب أن يصل الكاتب إلى النشر، أما اليوم فعامل النشر لم يعد أدبيا بل هو تجاري. جاء ذلك خلال استضافة فرع جمعية الثقافة والفنون بالدمام مساء أول من أمس، الكاتبتين الدنماركيتين كريستين تورب، ودنى غالي العراقية الأصل.
ووصف مدير فرع الجمعية أحمد الملا في تقديمه تورب بأنها أهم كاتبة دنماركية، كتبت العديد من الروايات والسيناريوهات السينمائية والتلفزيونية وترجمت لها رواية إله الصدفة للعربية حديثا.
أما غالي فذكر الملا أنّ لها أعمالا أدبية باللغة الدنماركية واللغة العربية. ولها رواية صادرة حديثا بالعربية بعنوان منازل الوحشة.
وقالت كريستين التي كانت غالي تترجم حديثها للحضور، إنها بدأت الكتابة بالشعر وكان ذلك صعبا بالنسبة لها، حيث الكتابة بالفصحى فقد جاءت من أسرة ريفية غير أدبية، وكانت العامية أداة للتواصل بين الناس، لذا كانت تكتب في رواياتها لغة الناس الحديثة والمحكية، إلا أنها اكتسبت فيما بعد الثقة في نفسها للكتابة بالفصحى شيئا فشيئا، بدءا من الشعر وعبورا إلى الرواية.
وأضافت كريستين أن الثيمة الأساسية في رواياتها مستقاة من حياتها، كيف نشأت، والبيئة التي ترعرعت فيها في الأربعينات والخمسينات، وكيف أنها كانت الأولى في بيئتها التي تكمل تعليمها ما استلزم رحيلها إلى المدينة، لذا تناولت في رواياتها الرحيل من القرية إلى المدينة.
وبينت كريستين أنها عانت من صعوبات تتعلق بكون البيئة غير داعمة للكتابة، إلا أنها اتخذت من هذه التناقضات مع بيئتها وتقاليدها محركا وحافزا خلق دراما داخلية تغذي الكتابة.
وختمت تورب بالحديث عن روايتها إله الصدفة، معتبرة أنها تمثل قفزة من بين رواياتها الأخرى لأنها أخذت الجانب العولمي ملقية الضوء على الفوارق بين عالم الغنى وعالم الفقر.
من جانبها، تحدثت الروائية والمترجمة دنى غالي عن تجربتها في الرواية والترجمة فقالت إنها نشأت بالبصرة في عائلة عراقية مختلطة تمثل أطياف الشعب العراقي ولم يكن الهم الطائفي واردا في حياتها، كما كان والدها معارضا، ما منع فرصتها في الكتابة وقت وجودها في العراق، حتى خروجها إلى الدنمارك، حيث كتبت مجموعة قصص بعنوان حرب نامه عن الحرب العراقية الإيرانية. أما روايتها الأولى النقطة الأبعد، فقد تناولت حكاية ثلاث عوائل عراقية من ثلاث محافظات عراقية مختلفة أثناء دخول صدام حسين إلى الكويت، حيث تفرقت مصائرها، مخالفة توقعاتها وآمالها المستقبلية، وينتهي بها الحال إلى الخروج من العراق.