مارد السياحة السعودية لم يجد له المنبر الإعلامي اللائق ليضعه في الصدارة؛ ولأن الصوت المتغطرس المتذمر هو المرتفع، وصوت الحامدين الشاكرين مكلل بالوقار.. غاب الصوت الوطني المحترف للتسويق، وبإمكاناته يقود تشكيل الوعي تجاه السياحة الوطنية ومستجداتها.
أكتب هذه المقالة على إيقاع ينادي شخصيات خليجية، خاصة بعد ارتفاع حالات الاعتداء على خليجيين في لندن، بأن يكون خيارهم السعودية والجنوب تحديدا في الصيف. والحدث الاستثنائي في هذا الموسم السياحي، تشهد عسير المهرجان السعودي الإماراتي بحضور نخبة من رجال الأعمال ورواد الثقافة والفنون من البلدين.
الخيارات مفتوحة والطائف ومكة والمدينة، والسياحة البينية الداخلية تعني زيارة أهالي المنطقة الوسطى للمنطقة الشرقية والغربية، وزيارة أهالي المحافظات للرياض وهكذا. والسياحة ليست طبيعة فقط، بل مرافق وخدمات جيدة نلاحظ على المستوى المحلي تطورا فيها وتحتاج المزيد.
السؤال للمواطن: دورك في التحدث والترويج للسياحة في وطنك.. المفترض فيه أن يكون وطنيا قائما على أساس المعلومة دون تشويه ومبالغة وتذمر، حتى ولو كان يقدم نقدا بناء إذا لم يستق المعلومة من واقع تجربة فالصمت أبلغ. للأسف أسطوانة مشروخة مع كل موسم سياحي يتم سرد ما يراه البعض ينقصنا، ونجده متشابها تماما مع أي دولة نذهب إليها، كالغلاء والتباين في الأسعار وتدني جودة بعض المرافق منخفضة التكلفة، وغير ذلك.
وتتميز السياحة الخارجية بالاستغلال والجشع بمجرد رؤية الجواز الأخضر وباستهدافها السائح السعودي.
الملاحظ على السعوديين ـ ولا أعمم ـ عند ذكر محاسن السياحة في أي دولة تعداد الايجابيات والإسهاب فيها وذكر السلبيات وتجاهل الكثير منها، وتركيز النقاط في الأبرز، لكن السياحة الداخلية في مثل هذا الوطن مأكولة ومذمومة، ولا يردد عنها سوى السلبيات التي وإن تحسنت وطالها التطوير لا تحظى بالاعتراف والتقييم بصدق. هناك مكابرة على قول الحقيقة.
مناطق بلادنا لمن لم يزرها، الرجاء لا تقدم رأيا سلبيا قبل زيارتها، ولمن زارها عليك التأكد من التاريخ، فإن كان قديما فأنت أفضل المرشحين لعقد المقارنة، وتقديم السياحة الوطنية كما يليق بها وبما تيسر من تطوير شمل الكثير من البنى التحتية.
للزائر الجديد، عليك أن تقوم بواجبك بتفعيل السياحة في وطنك أو لا تشارك بتناقل الآراء السلبية، وليكن دعمك من واقع تجربة ورصد وتكوين رأي محب محايد راغب في أن يرى سياحة وطنه مزدهرة، ومتقدمة وتليق به بعيدا عن أصوات التذمر التي باتت ملبدة بالنظرة السوداوية أو الأكاذيب، وفي أفضل الحالات سيقدم الآراء السلبية وكأن أي قصور أو نقص لدينا فقط!